كشفت مصادر سورية مطلعة لتلفزيون "الشرق" أن الرئيس السوري أحمد الشرع أجرى محادثات "متقدمة" مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة إسطنبول قبل ثلاثة أيام، تناولت ملامح اتفاقية دفاع مشترك هي الأولى من نوعها بين البلدين.
وبحسب المصادر، فإن الاتفاق المزمع توقيعه يهدف إلى تأسيس شراكة أمنية جديدة تشمل إنشاء بنية عسكرية تركية داخل الأراضي السورية، تبدأ بمرحلة تدريبية للجيش السوري الجديد، وتُمهّد لاحقًا لإنشاء قواعد عسكرية تركية في مواقع محددة، دون إعلان رسمي مباشر عن القواعد، كما كان يُخطط له سابقًا قبل الضربات الإسرائيلية على مطاري "T-4" و"الشعيرات" وسط البلاد.
الاتفاق المتوقع أن يُعرض كـ"طلب سوري رسمي للتعاون الدفاعي"، سيتضمن وفقاً للمصادر، إنشاء قواعد تدريبية لتأهيل القوات السورية الجديدة، وتزويدها بمنظومات رادار، دفاع جوي، وطائرات مسيّرة، حيث ستشكّل هذه المرحلة غطاءً لإنشاء القواعد العسكرية التركية مستقبلاً.
وتشير المعطيات، بحسب المصادر، إلى أن الشمال السوري سيكون نقطة الانطلاق، حيث بدأت القوات التركية بالفعل تنفيذ خطوات ميدانية لتجهيز مطار منغ العسكري شمال مدينة حلب، ليكون أول قاعدة تدريبية تركية. ويقع المطار على بعد نحو 6 كيلومترات من مدينة أعزاز، ويُعتبر موقعًا استراتيجيًا لارتباطه بطريق حلب - أعزاز، والمعروف باسم "أوتستراد غازي عنتاب".
وأكدت مصادر ميدانية لـ"الشرق" أن القوات التركية باشرت منذ أيام أعمال التحصين والتجهيز داخل مطار منغ، من خلال بناء سور إسمنتي، وتثبيت وجود عسكري دائم، بالتزامن مع زيارة وفد عسكري تركي للموقع. كما تم رصد نشاط لوجستي مكثف يعكس نية واضحة لتحويل المطار إلى قاعدة دائمة.
إلى جانب "منغ"، يجري التخطيط لإنشاء قاعدة ثانية في رأس العين شمال غرب محافظة الحسكة، على أن تُستكمل لاحقاً بقاعدة كبرى محتملة في مطار "T-4" وسط سوريا، بحسب ما أوردته المصادر، التي أشارت إلى أن هذه الخطوات تأتي ضمن تفاهمات إقليمية تشمل موسكو وأنقرة، وتهدف إلى خفض التصعيد وإعادة ترتيب خارطة النفوذ في سوريا.