خاص - "إيست نيوز"
خفت حماوة الإنتخابات البلدية لكن لم تهدأ الحسابات السياسية التي يرشح ان تمتد من اليوم حتى الوصول الى أيار من العام 2026.
فالاستحقاق البلدي شكل مقدمة أو بروفة للانتخابات النيابية التي ستكون محطة مفصلية على ضوء التحولات في لبنان والمنطقة بالنسبة الى مجمل القوى السياسية والأحزاب التي تعمل من لحظة اقفال صناديق الإقتراع البلدية لرفع رصيدها النيابي .
وتعترف مراجع سياسية مطلعة على أجواء التيار الوطني الحر عبر "ايست نيوز"، ان التيار الوطني اكثر اكثر من اختبر الاستحقاق البلدي ومن المهتمين بالتحضير للأستحقاق النيابي، فالنائب جبران باسيل اختتم احتفالاته البلدية بمهرجان سياسي في جزين، وبفوز ميرنا المر في معركة إتحاد المتن الشمالي في مركزية ميرنا الشالوحي، وكأنه يقول من اليوم ان التحالف مع المر صار أمرا واقعا وحتميا في الانتخابات النيابية، الأمر نفسه ينطبق على التحالف مع ابراهيم عازار جنوبا في المستقبل.
وفي المعلومات ان توجه رئيس التيار سيتركز على صياغة تحالفات مناطقية تفاديا لخسارة متوقعة لعدد من المقاعد النيابية في جبل لبنان وجزين وتحديدا في جبيل وكسروان وبعبدا والمتن في مناطق"النواب الخارجين من التيار بعد ان ثبت تحالفا متينا مع المر في المتن وإبراهيم عازار المقرب من الرئيس نبيه بري جنوبا اما في زحلة فان سقوط التحالف البلدي مع ميريام سكاف لا يعني بالضرورة سقوط التفاهم في استحقاق العام 2026.
وفي أجندة التيار النيابية سعي الى استرجاع وهج التيار وحضوره الشعبي والتعويض عن تراجع حجمه الانتخابي عبر استهداف النواب الذي خرجوا من الحزب لتطويقهم وعزلهم تمهيدا لتحقيق سكور نيابي يعيده الى السلطة في حكومة ما بعد الإنتخابات النيابية.
وفي المقابل لن يكون التحالف بين التيار والحزب مستحيلا ومعقدا بحكم الضرورة والمصلحة الانتخابية "على القطعة"، ومع تقدم الوقت سيظهر ان اعادة احياء تفاهم "مار مخايل انتخابي" جديد مع "حزب الله" يكسب التيار مقاعد نيابية في المناطق المختلطة ليس مستبعدا، حيث تقتضي المواجهة مع حزب القوات والقضاء على الخصوم. ذلك ان تجربة جزين "بروفا" لمعركة النيابة لاستعادة نواب التيار من تكتل الجمهورية القوية.
وفي الأجواء السائدة ان من جهة حزب الله فان التحالف مع التيار مسألة ضرورية أيضا، في مواجهة المعارضة الشيعية ومن أجل تأمين الكتلة النيابية المتراصة في مجلس النواب خوفا من سيطرة المعارضين للثنائي الشيعي في المؤسسات الدستورية في معركة محتملة في مجلس النواب. ذلك انه من مصلحة "حزب الله" تحصين نفسه وتعزيز موقعه في المرحلة المقبلة الحافلة بمحاولة محاصرة سلاحه والطروحات الدولية للتطبيع.