عاجل:

"بتكاتف الجميع لمواجهة كل الضغوط".. فضل الله: الوطن لا يبنى بمنطق التعصب وسياسة الإقصاء

  • ٥٦

أشار السيّد ​علي فضل الله​، في لقاء حواري في المركز ​الإسلام​ي الثقافي في حارة حريك، إلى أن "الاسلام رفض منطق العصبيات سواء كانت عصبيّاتٍ عائليّةً، أو حزبية او شخصية أو مناطقية وغير ذلك"، لافتا إلى أن "العصبيّة تجعل الإنسان يتحرّك غرائزيّاً، وتدفعه إلى أن يعادي كل الذين يختلف معهم".

وأوضح أنه "لا يجتمع التعصّب والدّين تحت سقفٍ واحدٍ، ولا مع الحسّ الإنساني. وقد يتعصب الإنسان لاعتباراتٍ دنيوية زائفة لجاهٍ هنا أو زعامةٍ هناك أو مصلحةٍ خاصة ويقيم الحواجز مع من يختلف معهم"، مشيرا إلى أن "الاختلاف في الرأي أو في ال​سياسة​ وغير السياسة هو حقّ مشروع، ولكن ما ليس مشروعاً، أن يحوّل أحدنا هذا الحقّ إلى منصّة لإطلاق الشّتائم أو التصريحات المستفزة أو التّشكيك في وطنية هذا المكون او ذاك".

وشدد على "ضرورة أن نحبّ الّذين نلتقي معهم، لنؤكّد مواقع اللّقاء على القيم والمبادئ، ونحبّ الّذين نختلف معهم، من أجل تأكيد لغة التّواصل والحوار، ونحبّ كلّ النّاس وبحيث نعمل على ان نحاصر كل الذين يفسدون لهم الحياة عندما لا يكون هناك مجالٌ لإصلاحهم".

ورأى أن "المشكلة في واقعنا لم تكن أبداً من تنوّع الطّوائف والمذاهب والأحزاب، بل عندما نغلق الأبواب على بعضنا البعض، وننصب الحواجز والمتاريس فلا نتعارف ولا نتلاقى، ويرفض كلّ منّا الآخر برغم كلّ الإيجابيات الّتي تكون عنده، ونخسر كلّ ذلك الجوّ التعارفيّ الإيجابيّ، وهذا ما جعل الآخرين ينجحون في تعميق الهوّة في ما بيننا، من خلال العصبيّات الّتي تمزّقنا وتعمي أبصارنا عمّا يراد لنا".

وذكر فضل الله أنّ "هذا الوطن لا يبنى بمنطق التعصب وسياسة الإقصاء والعزل لهذا المكون او ذاك بل بتضافر جهود جميع أبنائه وتكاتفهم لمواجهة كل الضغوط التي تمارس ضد هذا الوطن، فنحن جربنا في السابق سياسة العزل فماذا اثمرت الا القتل والتمزيق والانقسام داعيا إلى عدم تكرار تجربة الماضي حتى لا نندم من جديد وندمر بلدنا ونجعله ساحة للصراعات والفتن بدلا من ان يكون واحة للتلاقي والمحبة".

المنشورات ذات الصلة