عاجل:

وثائق استخباراتية تكشف: الصحافي أوستن تايس كان محتجزاً داخل أقبية نظام الأسد في دمشق

  • ٥٤

في أول دليل مادي حول تفاصيل ما جرى مع الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي خطف في سوريا قبل سنوات، كشفت وثائق استخباراتية سورية سرّية جداً، أن الشاب اختفى قرب العاصمة دمشق في آب 2012، كان محتجَزاً في أقبية نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

كما أكد عدد من المسؤولين السوريين السابقين، أن تايس احتُجز داخل منشأة تابعة لجهاز أمني في دمشق، وفق ما أكد تحقيق لبشبكة بي بي سي البريطانية استغرق العمل عليه نحو سنة.

علما أن الحكومة الأميركية كانت أشارت في وقت سابق إلى أنها تعتقد أن النظام السابق احتجزه، لكن مسؤولي الأسد نفوا ذلك مرارا وتكرارا، ولم يعرف أي شيء عن تفاصيل احتجازه.

لكن ملفات الاستخباراتية إلى جانب شهادات عدد من مسؤولي النظام السابقين بينت تفاصيل ما حدث للصحفي بعد اختطافه.

فقد اختفى تايس قرب دمشق في آب 2012، بعد أيام قليلة من عيد ميلاده الحادي والثلاثين.

ثم ظهر بعد حوالي سبعة أسابيع، في فيديو نُشر على الإنترنت وهو معصوب العينين ومقيد اليدين، وخلفه مجموعة من الرجال المسلحين أجبروه على تلاوة بعض بيان مقتضب.

إلا أن الانطباع الذي ساد آنذاك بأن الشاب الثلاثيني اختُطف على يد جماعة متطرفة، سرعان ما سقط تحت سهام الشكوك. إذ رأى محللون ومسؤولون أميركيون ان المشهد "ربما كان مُدبرًا".

لاسيما أن أي جماعة مسلحة أو تنظيم أو حتى الحكومة لم تعلن مسؤوليتها عن اختفائه، ولم يُسمع عنه أي خبر منذ ذلك الحين، ما أثار تكهنات واسعة حول مكانه.

في حين بينت الوثائق المسعنونة "أوستن تايس" اتصالات من فروع مختلفة للمخابرات السورية حول الرجل.

فيما أظهرت إحدى هذه الاتصالات، المصنفة "سرية للغاية"، أن تايس احتُجز في مركز بدمشق عام ٢٠١٢. وأكدت مصادر إضافية أن الموقع كان في التحونة.

كما كشف ضابط كبير سابق في المخابرات السورية أيضًا أنه احتُجز في دمشق على يد جماعة شبه عسكرية (تُسمى قوات الدفاع الوطني)، بالقرب من ضاحية داريا بدمشق.

إلى ذلك، أكد مسؤول سوري آخر أن الصحفي بقي هناك حتى شباط ٢٠١٣ على الأقل.

إلا أنه عانى في ذلك الوقت، من مشاكل في المعدة، وخضع للعلاج على يد طبيب مرتين على الأقل.

بينما قيل إن فحوصات الدم كشفت أن تايس كان يعاني حينها من عدوى فيروسية.

وقال رجل زار المركز الذي احتُجز فيه ورآه إن الصحفي الأميركي عومل بشكل أفضل من المعتقلين السوريين اباقين، لكنه "بدا حزينًا، واختفى الفرح من وجهه".

كذلك أفادت عدة شهادات بأن تايس حاول الفرار من السجن عبر نافذة زنزانته، لكن أُعيد اعتقاله لاحقاً، وخضع لجولات استجواب متكررة من قبل ضباط المخابرات السورية.

إلا أن الحقبة التي تلت ذلك، لا يزال يلفها الغموض. فعقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، أفرغت الفصائل المسلحة الجديدة آنذاك كافة السجون والمقرّات الأمنية.

إلا أنه لم يُعثر على أثر لتايس، رغم أن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كان صرّح بأنه لا يزال يعتقد أن تايس على قيد الحياة

بدورها أكدت والدته ديبرا تايس، الامر عينه، مشيرة إلى أن مصدراً موثوقاً أبلغها بأن نجلها يتلقى معاملة جيدة.

يذكر أن العديد من الصحفيين والمواطنين العرب والاجانب اختفوا أيضاً في سوريا خلال سنوات الصراع.

فيما أشارت تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن أكثر من 100 ألف اختفوا قسراً، خلال فترة حكم النظام السابق.


المنشورات ذات الصلة