مع اقتراب موسم الصيف، تصاعدت شكاوى اللبنانيين المغتربين من الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر السفر إلى بيروت، في ظل طلب كثيف وامتلاء شبه كامل للرحلات، خصوصاً القادمة من أفريقيا وأوروبا.
مازن نداف، صاحب مكتب سفريات، وصف الأسعار الحالية بأنها "غير منطقية"، مشيرًا إلى زيادة تجاوزت 40% مقارنة بالعام الماضي. وأوضح أن الارتفاع لا يقتصر على "طيران الشرق الأوسط" (MEA)، بل يشمل معظم شركات الطيران العاملة على الخط اللبناني.
ورغم هذه الزيادات، أكّد نداف أن الإقبال لا يزال مرتفعًا جدًا، حتى على الدرجة الأولى، ما يجعل من الصعب إيجاد حجوزات فورية، خصوصاً من وجهات مثل غانا.
من جهته، أكّد حسين زلغوط، وهو صاحب مكتب سفريات في بيروت، أن الأسعار ارتفعت بشكل ملحوظ هذا العام، خاصة على متن رحلات MEA، موضحاً أن امتلاء الطائرات بالكامل يدفع الأسعار إلى الارتفاع تلقائياً وفق منطق السوق وقانون العرض والطلب.
وردًا على الانتقادات، أوضح مسؤول في "طيران الشرق الأوسط" أن الأسعار "تُحدد وفق نظام عالمي لإدارة العائدات (Yield Management)"، والذي يربط التسعير بتوقيت الحجز، مشيرًا إلى أن "الأسعار الأرخص تُطرح أولاً، وتزداد تدريجياً مع امتلاء المقاعد".
وأكد أن الأسعار الحالية "مرتفعة فقط بسبب الحجز المتأخر"، مضيفاً أن شركات الطيران الأجنبية تطبّق نفس النظام.
بحسب معلومات خاصة لـ"العربية.نت"، يعمل أسطول MEA المؤلف من 22 طائرة بكامل طاقته على مختلف الخطوط الدولية، ما يصعّب زيادة عدد الرحلات لتلبية الطلب المتصاعد من المغتربين والسياح.
في المقابل، بدأت شركات طيران أجنبية كبرى بالاستجابة لهذا الضغط. فاعتباراً من يونيو الحالي، سترفع شركة طيران الإمارات عدد رحلاتها اليومية إلى بيروت من اثنتين إلى ثلاث. كما تستعد Air France وTurkish Airlines لزيادة عدد رحلاتهما إلى العاصمة اللبنانية خلال الصيف.
في خطوة منتظرة، تُحضّر مجموعة Lufthansa Group لاستئناف رحلاتها إلى بيروت بعد انقطاع طويل، على أن تبدأ الناقل الوطني الألماني "لوفتهانزا" بتسيير رحلتين يومياً خلال هذا الشهر.
رغم الأسعار المرتفعة، لا يزال الإقبال من المغتربين على زيارة لبنان مرتفعًا. ويرى المعنيون أن الأمل الوحيد لتخفيف الضغط على الرحلات – وبالتالي الأسعار – يتمثل في زيادة عدد الرحلات الجوية من قبل الشركات الأجنبية، وهو ما بدأ يتحقق تدريجياً.