كتبت رماح هاشم:
"صيف واعد" كلمة تختصر لسان حال المعنيّين بالقطاع السياحي في لبنان لا سيّما في ظلّ معلومات تتحدّث عن "تفويل" في الحجوزات إلى لبنان، حيث شجّعت الخطوة الإماراتية بالعودة إلى لبنان ورفع حظر السفر إليه المغتربين والعديد من السيّاح للإقدام على هذه الخطوة وتمضية إجازاتهم في لبنان، فيما تتحضّر القطاعات السياحية لتقديم الأفضل، واستعادة صورة "صيف لبنان" الذي اشتاق إليه الجميع.
"المعطيات إيجابية جداً خاصة إذا أردنا أن نبني على تجربة عودة السيّاح الإماراتيّين الذين رأيناهم في الأسبوعيْن الأخيريْن، ونزلوا في الفنادق الكبرى، خصوصاً في العاصمة اللبنانية. وكانت تجربتهم جيدة جداً وشعروا بالأمان والاطمئنان وبأن بيروت وبقية المدن آمنة، وتجوّلوا في أرجائها بكل حرية ولم يتعرّضوا لأيّ مضايقات. وهذا ما أعطى انطباعاً إيجابياً جداً، وأعطى دفعاً وخطوة إلى الأمام للمملكة العربية السعودية أيضاً كي تستكمل مسيرة رفع حظر مجيء السعوديين إلى لبنان. ونحن بانتظار، خبر سعيد جداً على هذا الصعيد في الأيام القليلة المقبلة"، وفق ما يوضح رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية إيلي رزق.
وعن التسريبات الإعلامية حول مجيء نحو 1200 سائح سعودي في عطلة الأضحى، يقول رزق لـ "نداء الوطن": "ما زال مبكراً الحديث عن الأعداد التي ستأتي. علينا أولاً رفع حظر مجيء السعوديين، وهذا أول خبر نتوقع سماعه في الأيام القليلة المقبلة، ومبني على تقارير أمنية وعلى تجربة عودة السيّاح الإماراتيين ومشاهدات وتقرير اللجنة الأمنية السعودية التي زارت لبنان، مشكورة، مرات عدة واطلعت على الإجراءات".
الهاجس السعودي
عن العامل الأساسي الذي يمنع المملكة من اتخاذ قرار كهذا، يُجيب: "العامل الأمني والتأكّد فعلاً من أنّ الرعايا السعوديين، عند مجيئهم إلى بيروت والمناطق الأخرى، سيكونون بأمان، لأنه في حال تعرّض لبنان لأيّ اعتداء، وأقفل المطار، لا يمكنهم الخروج عبر سوريا، بالإضافة إلى عدم وجود معابر برية أخرى أو مطار آخر أو وسيلة أخرى للخروج من لبنان. وهذا هو الهاجس الأكبر بالنسبة لهم. نأمل أن يبقى الأمن مستتبّاً ومستقراً ولا يتعرض لبنان لأيّ تهديدات عسكرية أو اعتداء أو غيره كي نتمكن من استعادة النهضة السياحية".
عن المطلوب من الجانب اللبناني، يقول رزق: "الجانب اللبناني قام بما يتوجّب عليه خاصة الجهات والأجهزة والقوى الأمنية من تطبيق للإجراءات الأمنية المطلوبة دولياً وسعودياً وخليجياً، في المطار والمرافئ. الأجهزة الأمنية جاهزة، والجميع يشعر أن المناطق اللبنانية آمنة ولا تهديدات قد يتعرّض لها السائح السعودي، خاصة أن هناك مناطق محدّدة آمنة يُسمَح له بأن يقصدها كبيروت والشمال والجبل باستثناء الجنوب بانتظار انتهاء الاعتداءات الإسرائيلية وأن يتمتّع مجدّداً بالاستقرار المطلوب".
هل سيكون صيف لبنان واعداً، يجيب: "طبعاً سيكون واعداً لبنانياً وعربياً وخليجياً، لكن نأمل من بعض القوى السياسية اللبنانية المعنية الابتعاد عن الخطاب الاستفزازي خاصة من قبل "حزب اللّه"، كي لا تستباح الساحة اللبنانية وتتعرّض لاعتداءات إسرائيلية، أو قيام العدو الإسرائيلي باجتياح كامل وشامل للأراضي اللبنانية، وهذا سيمنع عنا فرحة أن نكون أمام صيف واعد ومزدهر".
موسم واعد
نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود يشير إلى أنّ "الموسم واعد"، مشدّداً على أن "لا إحصاءات حول ما إذا كان هذا الموسم أفضل من السنة الماضية، لكنّ الحجوزات مرتفعة والآمال المعقودة كبيرة. لا يمكننا أن نقدّر إذا ما كان الإماراتيون والسعوديون من الآن حتى الصيف سيبدأون بزيارة لبنان، كلّنا نتوقع مجيئهم. ومهما كان عددهم سيكون أفضل من السنة الماضية، لأن مدة إقامة السائح السعودي والخليجي في لبنان أطول ونسبة إنفاقه أكبر من بقيّة السيّاح العرب أو الأوروبيين أو الأجانب الذين يرتادون لبنان. وهذا يشكّل دعماً للاقتصاد بأرقام مهمة جداً".
وعن المغتربين يقول عبود: "كما عوَّدَنا المغتربون واللبنانيون الذين يعملون في الخارج، بالطبع سيأتون لقضاء عطلة الصيف في ربوع الوطن"، لافتاً إلى أن "الأمور ارتاحت أمنياً وسياسياً والجميع يأمل بالعهد والحكومة، وأعتقد أن المغترب الذي لم يأتِ العام الماضي سيأتي حكماً هذه السنة".
معلومات غير دقيقة
وتعليقاً على المعلومات التي تقول إنّ أعداد العراقيين الذين يتوافدون عادة إلى لبنان قلّت بسبب الإجراءات الأمنيّة المتخذة، يجيب: "هذه المعلومات غير دقيقة، بالأمس كان شارع الحمرا يعجّ بالعراقيين"، نافياً تعرّض العراقيين لعمليات تفتيش صارمة في المطار، مؤكداً أن "العراقيين والمصريين والأردنيين ما زالوا يأتون إلى لبنان بشكل طبيعي، وهي الجنسيات الأكثر ارتياداً للبنان".
ويختم بنفحة أمل، مشيراً إلى أنّ "الخليجيين أعطوا إشارة إيجابية، وقد أتى في الأيام الماضية نحو 400 مواطن خليجي منذ زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى الإمارات، ونتمنى أن تكون بيروت وجهة اصطيافهم في الصيف"، متمنياً أن "تترافق هذه التوقعات مع إصلاحات وتدابير أمنية وبنى تحتية تواكب هذا الموسم وأن تقوم الدولة بدورها، وعندها سيستعيد البلد حكماً عافيته".