على خلفية السجال الكبير بين اثنين من أبرز الشخصيات في العالم، نفى مصدر مطّلع في البيت الأبيض أي حديث عن اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، اليوم الجمعة.
وأكد المصدر أنه لا توجد أي خطط حالياً لإجراء اتصال مباشر بين الرجلين، على الرغم من التصريحات المتبادلة التي أشعلت حرباً كلامية خلال الساعات الماضية.
وفي حديث مع شبكة "ABC News"، بدا ترامب غير مبالٍ بما يجري، حين سُئل عن إمكانية تواصله مع ماسك. فأجاب بسخرية: "هل تقصد الرجل الذي فقد عقله؟... لست مهتماً بالتحدث معه الآن".
وأضاف، "هو من يريد التحدث إليّ، لكنني لست مستعداً للرد".
وجاء هذا التصريح فيما كان بعض مساعدي ترامب قد لمحوا إلى إمكانية حصول اتصال بهدف تهدئة السجال، وفق ما أوردت صحيفة "بوليتيكو".
وكان التوتر بين ترامب وماسك قد بلغ ذروته، أمس الخميس، بعد تبادل الانتقادات اللاذعة بين الطرفين. إذ وصف ترامب ماسك بـ"المجنون"، بينما ردّ مالك منصة "إكس" باتهامه الرئيس بالتورط في قضية رجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، الذي توفي في ظروف غامضة.
كما ذهب ماسك أبعد من ذلك، بدعوته إلى عزل ترامب من منصبه وتعيين نائبه جيه دي فانس مكانه.
وردّ ترامب لاحقاً ملمّحاً إلى إمكانية تعليق العقود الحكومية الممنوحة لشركات ماسك، في مؤشر واضح على تصاعد التوتر بين الطرفين.
بدأ الخلاف العلني بعدما هاجم ماسك مشروع قانون الموازنة الذي يسعى ترامب إلى تمريره في الكونغرس، والذي وصفه الرئيس بـ"الكبير والجميل والرائع"، بينما اعتبره ماسك "ضخماً وشائناً ومثيراً للاشمئزاز".
وتأثرت شركة تسلا التابعة لماسك بشدّة نتيجة هذه التصريحات، إذ تراجع سهمها بنسبة 14,04% في بورصة وول ستريت، ليصل إلى 285.41 دولار، ما تسبب بخسارة سوقية تتجاوز 140 مليار دولار.
وأثار هذا الاشتباك غير المسبوق انقساماً في أوساط الرأي العام الأميركي، حيث دافع ملايين المتابعين عن كلٍّ من الطرفين عبر وسائل التواصل ووسائل الإعلام. أما الأوساط السياسية، فتتابع عن كثب تداعيات هذا الصدام بين حليفين سابقين، كانا حتى الأمس القريب يتبادلان الدعم والمجاملات.