أُعلن اليوم السبت عن إغلاق مخيم الركبان الواقع عند المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، بعد مغادرة آخر قاطنيه باتجاه ريف حمص الشرقي، لتنطوي بذلك صفحة من أكثر الفصول الإنسانية قسوة في تاريخ النزوح السوري.
وقالت وسائل إعلام سورية إن المخيم، الذي أُقيم في عام 2014 إثر موجات نزوح جماعية من ريف حمص الشرقي وحماة، قد أخلي بالكامل، مشيرة إلى أن آخر العائلات المتبقية غادرت المنطقة بشكل نهائي.
ووصف وزير الطوارئ والكوارث في الحكومة السورية، رائد الصالح، إغلاق المخيم بأنه "نهاية واحدة من أقسى المآسي الإنسانية التي واجهها النازحون"، معرباً، في منشور له على منصة "إكس"، عن أمله بأن تكون هذه الخطوة بداية لمسار يُنهي معاناة النازحين في بقية المخيمات، ويُعيدهم إلى ديارهم بـ"كرامة وأمان".
المخيم، الذي تأسس في منطقة صحراوية قاحلة قرب قاعدة التنف العسكرية، ظل لسنوات خارج نطاق السيطرة المباشرة للحكومة، ويعاني من ظروف معيشية قاسية شملت شح المياه، وانعدام الرعاية الصحية، وندرة الغذاء، وسط حصار فعلي فرضه الموقع الجغرافي والأوضاع الأمنية المعقدة.
وبلغ عدد النازحين في المخيم، بين عامي 2018 و2019، نحو 50 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، قبل أن تبدأ أعدادهم بالتناقص تدريجياً بسبب سوء الأوضاع وفشل الجهود الإنسانية في توفير حلول مستدامة.