كتب رومان نيكولايف في "موسكوفسكي كومسوموليتس"
يعود خط أنابيب "السيل الشمالي-2"، الذي لم يُشغّل قط رغم إنجاز بنائه، إلى الواجهة من جديد في سوق الغاز العالمية.
من جهة، يبدو أن مُشغّل مشروع "السيل الشمالي-2" قد نجح في تجنّب الإفلاس واحتفظ بنظام نقل بمليارات الدولارات؛ من جهة أخرى، ستُدرج أوروبا خط الأنابيب المذكور ضمن حزمة عقوبات جديدة مُناهضة لروسيا.
بعد انطلاق العملية العسكرية الخاصة، ازداد موقف الغرب تجاه المشروع سوءًا. ومع ذلك، لم تُفوّت الدول الغربية، وبالأخص الأوروبية، فرصة استخدام خط الأنابيب في ألعابها السياسية. حتى في العالم القديم، تشكّلت كتلتان- معارضة لخط الأنابيب وحليفة له. تدّعي الأولى أن روسيا تستخدم أموال صادرات الطاقة لتصنيع أسلحتها، بينما يصرّ الثاني على أن الهيدروكربونات الرخيصة من بلدنا يُمكن أن تُساهم في تنمية الاقتصادات الوطنية لدول القارة الأوروبية.
من جهة، كما يقول المدير العام للمعهد الوطني للطاقة سيرغي برافوسودوف، فإن الرئيس فلاديمير بوتين أشار إلى أن موسكو لن تعارض استقطاب المستثمرين الأمريكيين لإدارة خطوط أنابيب التصدير الروسية إذا رأت أن هذه الخطوة مبررة وعقلانية؛ ومن جهة أخرى، فإن إقامة علاقات تجارية بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وخاصة في قطاع المواد الخام، باستخدام ممولين من واشنطن، ينطوي على مخاطر جمة.
فحسب برافوسودوف، "في جوهر الأمر، ستتمكن واشنطن من التحكم في صادرات الغاز الروسية، وربما في تنويع أحجامها بما يتناسب مع إمداداتها من الطاقة للمستهلكين في العالم القديم. لذلك، على روسيا أن تفكر مليًا قبل الموافقة على العمل بمثل هذه الشروط".