أطلقت منصة Peaq الألمانية المتخصصة في اقتصاد الآلات، بالتعاون مع مجموعة بولسار الإماراتية، أول منطقة حرة في العالم مخصصة لاختبار وتطوير اقتصاد الآلات، في كل من أبوظبي ودبي، بهدف تأسيس بيئة تنظيمية واستثمارية شاملة تتيح تطوير ونشر الروبوتات، وتطبيقات الذكاء الصناعي المادي، والبنى الأساسية اللامركزية (DePINs)، في إطار رؤية تركز على تمكين الأفراد من امتلاك الآلات وتحقيق دخل مباشر منها.
محاور المنطقة الحرة الجديدة
تركّز المنطقة الحرة الجديدة على أربعة محاور رئيسية تتمثل فيا يلي:
التنظيم: من خلال اختبار أطر تشريعية لترميز الروبوتات وتيسير استثمار الأفراد فيها.
النشر: عبر إنشاء بيئات تجريبية مادية وافتراضية لاختبار نماذج الأعمال في المدن الذكية.
الاستثمار: سيتم ربط تطبيقات DePINs بشركاء مؤسسيين ومصادر تمويل في الإمارات.
الابتكار: من خلال تأسيس مركز إقليمي لدعم تطبيقات DePINs في البحث والتطوير.
ومن المقرر أن تستضيف المنطقة أول تجربة عالمية لتطبيق مفهوم "الملكية الأساسية الشاملة" (UBO)، الذي يتيح للأفراد الاستفادة من الأرباح التي تولدها الآلات الذكية، كوسيلة لتوزيع الوفرة الناتجة عن الأتمتة.
بينما تتضمن خطة العمل أيضًا إطلاق إطار تنظيمي للتمويل اللامركزي للآلات (Machine DeFi)، بهدف تسهيل مشاركة الأفراد في ملكية روبوتات باهظة الثمن، إلى جانب تسريع طرح منتجاتهم في السوق مع ضمان الامتثال الكامل للقوانين.
وكانت الشركتان قد نظمتا الشهر الماضي فعاليات "أيام اقتصاد الآلات" في أبوظبي ودبي، التي شهدت عرض تطبيقات فعلية لشبكة Peaq أمام جمهور من كبار المسؤولين، من بينهم ممثلون عن وزارة الاقتصاد، وشركتا Microsoft وCareem.
الإمارات مقرًا لعمليات Peaq
يعد اقتصاد الآلات نموذجًا اقتصاديًا جديدًا يتيح للآلات الذكية العمل وتحقيق أرباح بشكل ذاتي، باستخدام تقنيات مثل الذكاء الصناعي والبلوكتشين، دون تدخل بشري مباشر.
وتمثل الإمارات البيئة المثالية لاختبار هذا النموذج الرائد عالميًا وفقًا للمؤسس المشارك لشركة Peaq، تيل ويندر، الذي أكد أن اقتصاد الآلات لم يعد "حلمًا بعيدًا"، بل أصبح واقعًا يتبلور سريعًا.
وستتخذ Peaq من الإمارات مقرًا إقليميًا دائمًا لها، في إطار توجّهها لتحويل الآلات الذكية إلى أدوات تخلق قيمة اقتصادية مباشرة للمجتمعات.
تحوّل عالمي نحو الذكاء الصناعي المادي
تأتي هذه الخطوة في وقت يتجه فيه العالم نحو اعتماد واسع للذكاء الصناعي المادي، وسط تحديات تتعلق باحتكار الابتكار، وهو ما تسعى Peaq إلى تجاوزه من خلال منح المجتمعات القدرة على امتلاك وإدارة الآلات.
وتعليقًا على ذلك، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة بولسار، اليازي الختال: "يشرفنا أن نكون جزءًا من رحلة Peaq التحولية.. نحن لا نبني تقنية فقط، بل نرسي أساسًا لنموذج اقتصادي جديد قائم على اللامركزية والربحية المجتمعية".
وتُعد Peaq بمثابة الحاسوب ونظام التشغيل لاقتصاد الآلات العالمي، إذ تركّز على تمكين الأفراد من امتلاك الأجهزة والروبوتات والمركبات والبنى التحتية وتحقيق الربح منها. في حين تضم شبكتها أكثر من 60 تطبيقًا في أكثر من 20 قطاعًا، وملايين الآلات الذكية.
أما Pulsar، فهي استوديو أعمال ومؤسسة استشارية تتخذ من أبوظبي مقرًا لها، متخصصة في دعم رواد التكنولوجيا على تجاوز التحديات التنظيمية، وبناء شراكات استراتيجية، وتسريع دخول الأسواق الإقليمية، من خلال التعاون مع صناع القرار في الاقتصاد الرقمي.