ذكرت "البناء" ان الدولة اللبنانية تلقّت سلسلة اتصالات خارجية أميركية وفرنسية وعربية محذّرة من تورط لبنان في الحرب الدائرة بين إيران و»إسرائيل» والنأي بنفسه لتفادي الرد "الإسرائيلي" الذي سيكون قاسياً وغير محدود بحال تعرض كيان الاحتلال الى هجمات صاروخية من حزب الله.
ووفق مصادر مطلعة على موقف المقاومة، فإن حزب الله يعي أننا دخلنا في مرحلة جديدة في لبنان والمنطقة بعد الحرب الأخيرة تختلف عن المرحلة السابقة، حيث دخل الحزب في جبهة إسناد غزة، وبالتالي لم ينجرّ للاستفزازات "الإسرائيلية" عبر الاعتداء على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، وبالتالي هو حريص على الأمن والاستقرار وحماية الجنوب وأهله واللبنانيين من أي عدوان "إسرائيلي" والذي لطالما كان هدفه الرئيسي، لكن حجم العدوان "الإسرائيلي" على غزة وتهديد لبنان بالحرب دفعا قيادة المقاومة للدخول عبر عمليّات إسناد داخل الأراضي المحتلة في مزارع شبعا، لكن الحرب "الإسرائيلية" على لبنان كانت آتية لا محال في الوقت الذي تراه «إسرائيل» مناسباً وهذا ما حصل وشنّت عدواناً على لبنان خططت له منذ ثمانية عشر عاماً.
لكن الحزب وفق ما تشير المصادر غير معني بتطمين "الإسرائيلي"، والدولة اللبنانية، والحزب جزء منها، تعرف حرصه على البلد وأمنه واستقراره. وتضيف المصادر أن المقاومة في لبنان اليوم تقف خلف الدولة وتسهل تنفيذ التزاماتها في تطبيق القرارات الدوليّة وإعلان وقف إطلاق النار في جنوب الليطاني، لكن العدو لم ينفّذ أي شيء من التزاماته، فيما الدولة لا تمارس الضغط الكافي عبر الطرق الدبلوماسية لدفع "الإسرائيل" للانسحاب ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى، ما يبقي المقاومة هي الخيار الوحيد حتى الآن للتحرير والدفاع والحماية والمقاومة أي مقاومة الشعب وليس بالضرورة حزب الله تحتفظ بحقها في ردع العدوان وطرد الاحتلال من الجنوب.
وفيما طمأنت مصادر دبلوماسية الى أن لبنان سيبقى بمنأى عن التطورات العسكرية بحال التزم حزب الله بقرار الدولة النأي بالنفس والحياد، حذرت مصادر سياسية من أن تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية لن تتأخر بالوصول الى لبنان والمنطقة برمتها في حال فشلت الجهود الدبلوماسية بالتوصل الى حل لوقف الحرب. مشيرة إلى أن «إسرائيل» قد تستغلّ الوضع لتوجيه ضربة قوية لحزب الله في لبنان مع تقدّم محدود أو متوسط على الحدود الجنوبيّة وربما البقاعيّة لاستكمال ضرب الحزب ومنشآته العسكرية والصاروخية على غرار ما تفعل في إيران.