خاص – "إيست نيوز"
اربعة أيام على الحرب الإسرائيلية الإيرانية لم ينخرط لبنان فيها، الخبر يبدو مطمئنا الى حد ما لكن هاجس توريط لبنان في المشهد الإقليمي يبقى قائما. فالاعتداءات الاسرائيلية لم تتوقف ولا تزال المسيرات تعربد في سماء لبنان تقصف وتغتال، وثمة مخاوف من استدراج "حزب الله" الى الحرب مباشرة، او من خلال تسلل فصيل مسلح لافتعال حادث على الجبهة الجنوبية، والسؤال الأساسي هل يبقى لبنان بمنأى عن المواجهة الإقليمية وهل يدخل حزب الله الحرب؟
لم تصدر حتى اليوم اي إشارات من جهة حزب الله توحي بالانخراط في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، فكل المواقف الصادرة عن قياداته اقتصرت على استنكار وادانة العدوان الإسرائيلي وتأييد حقوق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن نفسها ليس أكثر، مما يعني ان الحزب يتموضع على الحياد حتى الآن .
حول هذا الحياد أكدت مصادر سياسية لـ "ايست نيوز" ان موقف الحزب مبدئي وواقعي، وهو مبني على حسابات عميقة لديه، فحزب الله لم يتعاف بعد من حرب إسناد غزة وبيئته متعبة وقلقة على الرغم من كل الإيحاءات ان المقاومة بخير، فالحزب تضرر في حرب الإسناد الاولى ولا مصلحة له اليوم بالانخراط في اي مواجهة جديدة ثمنها مكلف ليس على الطائفة الشيعية وحدها إنما على صعيد كل لبنان.
تكشف المصادر عن حصار سياسي على "حزب الله" راهنا، فهو مقيد من السلطة السياسية التي وضعت إملاءات وشروط عليه، وتفرض عدم قبوله بتكرار تجربة الإسناد الاولى والإتصالات قائمة على أعلى المستويات لتفادي الانزلاق لما يجري على صعيد المنطقة.
وتتحدث المصادر عن مجموعة تحذيرات وصلت الى ثلاث جهات مؤخرا ، الى الدولة اللبنانية من المجتمع الدولي لمنع الحزب من المشاركة في الحرب، مقابل تحذير "حكومي" وجه الى الحزب يتقاطع مع التحذير الدولي الذي وصل الى لبنان ومفاده ان اي تدخل في الحرب ستكون كلفته عالية لبنانيا لأن الرد الإسرائيلي سيصل الى بيروت وستكون البنى التحتية والمرافق الحكومية تحت مرمى النيران مما سيحول لبنان الى "غزة 2 ".
في المقابل، يرى مصدر عسكري متقاعد ان "حزب الله" اليوم مرغم وليس "مخير" على الحياد والبقاء خارج العاصفة الإقليمية لأن النظام الإيراني مهدد بالسقوط إذا تعثرت العودة الى المفاوضات النووية ولأن الدول الكبرى من جهة ثانية لن تسمح بزوال إسرائيل ولن يقتصر الموقف الغربي على التفرج مشاهدة المدن الإسرائيلية تحترق وتدمر بالضربات الإيرانية .
مؤشرات كما يضيف المصدر تؤكد ان نتائح اي مواجهة اليوم لا تصب لمصلحة "حزب الله" وان دخوله اليوم في الحرب لن يؤدي الى تغيير المعادلات لأن التوازنات العسكرية لا تصب لمصلحته، كما كشف الإختراق المخابراتي الاسرائيلي ان التفوق العسكري لمصلحة اسرائيل في حرب الإسناد بعد عملية "البيجر" التي اصابت الحزب في الصميم في مشهد يشبه كثيرا إغتيال نخبة القيادات في الحرس الثوري الإيراني وعلماء النووي.
يتابع المصدر لموقعنا ، التأكيد ان لا قدرة للحزب على الانخراط في المواجهة الكبرى لأنها انتحار له للاعتبارات التالية:
-أسباب داخلية تتعلق بالساحة الداخلية ووضعه بعد حرب الإسناد فالدخول في اي مغامرة اخرى سيقلب الرأي العام اللبناني على المقاومة بشمل دراماتيكي .
- أسباب لوجستية تتعلق بضعف قدرته القتالية وتسليم مواقع عسكرية جنوب الليطاني للجيش اللبناني وتدمير اخرى بالحرب.
- -صدمة الضربة الاولى للحرب على إيران وحجم العملية التي لم تكن بالحسبان وفقدان التواصل مع القيادة العسكرية الإيرانية.
- -ان بيئة "حزب الله" لم تعد قادرة على تحمل تداعيات الحروب كما ان الحزب عالق بمشاكله الداخلية كمثل نزع السلاح وإعادة الإعمار واي خطوة غير مدروسة تهدد العلاقة مع المكونات السياسية المتعاطفة معه اليوم والتي ستتحول الى خصم شرس يفتح ابواب جهنم على الحزب عندما يخطىء في المستقبل.