عاجل:

استعادة الهدوء في دير الزور: «التحالف» يستعدّ لجولات جديدة

  • ١٠١

كتب أيهم مرعي في جريدة "الأخبار":

الحسكة | عاد الهدوء النسبي إلى ريف دير الزور الشرقي، بعد اشتباكات أعقبت هجوماً عنيفاً شنّه مقاتلو العشائر على مواقع تابعة لـ«قوات سوريا الديموقراطية»، قبل نحو أسبوعين، وتبعه حراك مكثّف لـ«التحالف الدولي» و«قسد»، تجنُّباً لتمدّد المعراك في اتّجاه قاعدتَي معمل غاز «كونيكو» وحقل «العمر» الأميركيتَين. 

وكانت «قسد» قد استقدمت تعزيزات عسكرية ضخمة مكّنتها من استعادة السيطرة على قرى وبلدات في ريف دير الزور الشرقي، ما اضطرّ عناصر «جيش العشائر» إلى الانسحاب منها، وإنْ توعّد الأخير بإعادة المحاولة من جديد.

وفيما لا تزال الآلية التي تحقّقت بموجبها التهدئة، غير واضحة، إلا أن المبادرة الروسية أسهمت خصوصاً في فكّ الحصار الذي فرضته «قسد» على مركزَي مدينتَي الحسكة والقامشلي، في موازاة الطلب من دمشق التوسّط لدى «جيش العشائر» للحدّ من هجماته مرحليّاً.

ومع انتهاء المعارك، بدأت «قسد» حفر خنادق ورفع سواتر ترابية على امتداد الخطّ الفاصل بينها وبين الجيش السوري، وذلك بعد أيام من شروع «التحالف الدولي» في بناء 142 برج مراقبة في المنطقة المقابلة للطريق بين البوكمال والميادين والواقع على خط دمشق - بغداد، واستقدامه أرتالاً إضافية من التعزيزات البرية والجوية، وتنفيذه تدريبات بالذخيرة الحية، أربعة منها في دير الزور، وواحد في الحسكة.

كذلك، أطلقت «قسد» حملة مداهمات استهدفت منازل متّهمين بالانتماء إلى «جيش العشائر»، ناسفةً بعضها، في محاولة لترهيب سكان المنطقة، ومنعهم حتى من التفكير في الانضمام إلى أيّ نشاط مرتبط بـ«العشائر»، وفقاً لما أفادت به مصادر عشائرية.

كما عملت «قسد»، في الموازاة، على الدفع بعدد من أنصارها إلى تنظيم وقفات احتجاجية في عدد من مدن وبلدات ريف دير الزور، وإصدار بيانات باسم «العشائر»، تندّد بالهجمات الأخيرة، وتعتبرها «تهديداً للأمن والاستقرار».

في المقابل، أصدر عدد من مشائخ العشائر ووجهائها في مناطق سيطرة الحكومة السورية، بياناً تلاه قائد «جيش العشائر»، إبراهيم الهفل، اعتبروا فيه الهجوم الأخير «فعلاً مقاوِماً في وجه ممارسات قسد بحقّ الأهالي، وخاصة تدمير المنازل»، مؤكدين «الإصرار على مواصلة قتال قسد، إلى حين طردها من كامل المنطقة».

ومن جهتها، رجّحت مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، أن يكون الهدوء النسبي في دير الزور، قد جاء «بعد وساطة روسية في دير الزور والحسكة»، مستدركةً بأن «مقاتلي العشائر يصرّون على مواصلة الهجمات ضدّ قسد مستقبلاً، وتغيير الواقع الميداني في أرياف دير الزور الخاضعة لسيطرتها».

ونفت المصادر «وجود أيّ شروط لقسد لفك الحصار عن الحسكة والقامشلي»، لافتةً إلى أن «الذاتية» «حقّقت مكسباً رئيسياً بعد التوترات الأخيرة، وهو إعادة التواصل التقني على الأقل مع دمشق وموسكو، بعد فتور دام لعدة أسابيع».

وفي خضم ذلك، تحدثت صفحات محسوبة على المعارضة السورية عن «بدء القوات الأميركية في شمال شرق سوريا تدريب مقاتلين تابعين لقسد على استخدام أنظمة دفاع جوي من طراز أفينجر»، متوقعةً «تزويدها بها في وقت لاحق». واعتبرت تلك الصفحات أن «هجمات مجموعات تابعة لإيران على القواعد الأميركية قبل وبعد حرب غزة، دفعت واشنطن إلى تغيير حساباتها في المنطقة».

وجاءت هذه التسريبات بعدما نشرت وسائل إعلام كردية، الشهر الماضي، صوراً لأرتال أميركية تحمل أنظمة دفاع جوي من طراز «AN/TWQ-1 Avenger»، تَعبر مدينة الحسكة في اتجاه ريفها الجنوبي وأرياف دير الزور، وهي أنظمة إطلاق لصواريخ قصيرة المدى يصل مداها إلى 24 كيلومتراً، مع إمكانية التنقل باستخدام صواريخ «سترينغر». ووفقاً للمصادر المشار إليها، فإن المعدات المنقولة حديثاً، هي عبارة عن «نظام صاروخي أرض - جو أميركي ذاتي الدفع، يوفّر حماية جوية متنقّلة وقصيرة المدى للوحدات الأرضية ضد صواريخ كروز والطائرات من دون طيار، والطائرات ذات الأجنحة الثابتة التي تحلّق على ارتفاع منخفض، والمروحيات».

وفي هذا الجانب، نفت مصادر مطلعة، لـ«الأخبار»، «قيام التحالف بتسليم قوات سوريا الديموقراطية أنظمة دفاع جوي أو تدريبها عليها داخل قواعدها»، مبيّنةً أن «عناصر قسد عادة ما يشاركون في تدريبات تنفّذها القوات الأميركية داخل قواعدها، كما حصل أخيراً في كونيكو والعمر والشدادي». وأوضحت المصادر أن «تسليح قسد لا يشمل حتى دبابات أو أسلحة متوسطة»، مؤكدة أن «واشنطن دائماً ما تراعي حساسية أنقرة إزاء تسليم أو تدريب قسد على أسلحة نوعية كأنظمة الدفاع الجوي أو استخدام المروحيات».

وأضافت أن «التدريبات التي عادةً ما يتلقّاها مقاتلو قسد، لا تتجاوز المداهمات وكيفية التعامل مع عدو افتراضي على الأرض»، مشيرة إلى أن «هذه التدريبات تخدم الأميركيين في استخدام العناصر المدربين في الإنزالات الجوية والمداهمات التي تجريها ضد عناصر وخلايا داعش في الحسكة ودير الزور».

المنشورات ذات الصلة