كثّف العراق تحركاته الدبلوماسية لتجنيب البلاد والمنطقة تداعيات مواجهة شاملة. فقد أجرى وزير الخارجية فؤاد حسين سلسلة اتصالات ولقاءات خلال اليومين الماضيين، أكد خلالها موقف العراق "الواضح والثابت" برفض التصعيد ورفض استخدام أجوائه لأي عمل عسكري.
وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، شدد حسين على أهمية منع تفاقم الصراع والعمل على وقف فوري لإطلاق النار، مشيراً إلى أن بغداد تواصل جهودها عبر القنوات السياسية والدبلوماسية لاحتواء الأزمة. كما حذّر من توسيع رقعة الحرب، مشدداً على ضرورة حصر النزاع ضمن أطر قابلة للمعالجة السياسية.
من جانبه، أوضح عراقجي أن العمليات الإيرانية تأتي في سياق "ردّ دفاعي" على الاعتداءات الإسرائيلية، نافياً نية بلاده توسيع الصراع إلى الخليج أو تجاه دول أخرى، ومؤكداً أن طهران تتابع الوضع عن كثب.
وفي لقاء منفصل، استقبل حسين القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد، السفير ستيفن فاجن، حيث ناقش الجانبان تداعيات التصعيد الإقليمي على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي. وأكد حسين مجدداً رفض العراق التام لاستخدام أجوائه لأي عمليات عسكرية.
من جانبه، شدد فاجن على أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجمات على إيران، وأنها حريصة على العودة إلى المسار الدبلوماسي لحل أزمة الملف النووي الإيراني، في إطار السعي المشترك لاحتواء الأزمة.
واتفق الطرفان على أهمية تضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد، وحماية الأمن والسلم الدوليين من الانزلاق نحو مواجهة مفتوحة.