عاجل:

إسرائيل تتظاهر بالنصر، فماذا يقول الواقع؟ (روسيا اليوم)

  • ١٩

عن صناعة وهم الانتصار على إيران في الإعلام العالمي، كتب دميتري بوبوف، في "موسكوفسكي كومسوموليتس":

بالتزامن مع الضربات الصاروخية الأولى على طهران، وما صاحبها من هجمات إرهابية وجرائم قتل للعلماء وعائلاتهم ارتكبتها إسرائيل في إيران، شغّلت تل أبيب آلة الإعلام بكامل قوتها، وأثمرت هذه الحملة. فخلال ثلاثة أيام من الصراع، بدأ الانطباع يترسخ بأن إيران قد قُضي عليها.

صوّرت إسرائيل، مقاطع توحي بأن ضربتها كانت ساحقة. هذه الصورة تكررها مباشرة الصحافة العالمية وشبكات التواصل الاجتماعي.

بفضل سياسة خفض مستوى التعليم الجماهيري التي ينتهجها العولميون، أوشك التفكير النقدي لدى عامة الناس أن يتلاشى خلال العقود الماضية. أذهانهم، تتقبل، بالتزامن، صور "الأنقاض المتصاعد منها الدخان"، في إيران المهزومة، مع الضربات الصاروخية الإيرانية المكثفة المستمرة على إسرائيل.

ضربات إيران ناجحة ومؤلمة للغاية. تخترق إيران "القبة الحديدية" وأنظمة الدفاع الجوي الأمريكية حتى باستخدام الصواريخ البالستية التقليدية، ناهيكم بالصواريخ فرط الصوتية. وهي تُبلي بلاءً حسنًا في تدمير البنية التحتية الإسرائيلية، وكذلك مراكز صنع القرار. لكن في هذه الحالة، لا مجال للنجاح الإعلامي. فقد نجحت إسرائيل في "تشويش" نشر المعلومات المتعلقة بخسائرها. زد على ذلك، فقد اعتاد "العالم المتحضر" على الثقة بوسائل الإعلام الإسرائيلية ووكالات الأنباء العالمية، ويعدّ سواها إعلامًا رديئًا، وما ينشره مجرد دعايةً.

في ظل هذا كله، تُنشر تسريبات عن قرارات تُتخذ في إيران، وحتى القنوات والمنشورات التي تبدو جادة ومحترمة تصدّقها. وذلك للسبب التافه نفسه- المنافسة (الإعلامية).

يستحق الأمر "مشاهدة الفيلم حتى النهاية". وعندما ينقشع غبار المعلومات، سيتضح أين تقع الأنقاض ومن خسر الحرب.


المنشورات ذات الصلة