عاجل:

إيران تؤلم «إسرائيل» من الشمال إلى الجنوب... والمفاوضات تنتظر وقف القصف (الديار)

  • ٢٣

كتب رضوان الذيب:

لبنان والمنطقة والعالم ينتظرون نتائج المواجهة الإيرانية الاسرائيلية وقرار الرئيس الاميركي ترامب الدخول المباشر في الحرب او الاكتفاء بالدعم اللوجيستي الحالي والجسر الجوي المفتوح الذي يزود اسرائيل بكل انواع الاسلحة وما يحتاج اليه الجيش الاسرائيلي في حربه ضد طهران.

وحسب قراءات سياسية رفيعة في بيروت، فان الحرب على ايران كانت بقرار أميركي اسرائيلي دولي مكشوف، والهدف اسقاط النظام الايراني وليس جره الى المفاوضات، لكن الحسابات الاميركية الاسرائيلية اصطدمت بالقدرة الإيرانية على استيعاب الضربة الأولى، وحسب ّالمصادر السياسية، ان الضربة الاولى شارك فيها 300 طائرة نفذت اكثر من 1500 غارة على مراكز القادة الإيرانيين عبر استخدام تقنيات تكنولوجية لا تملكها الا واشنطن، واستهدفت الغارات مقر الامام الخامنئي.

وحسب المصادر نفسها، فان الخطة لاسقاط النظام وضعها كبار القادة العسكريين الاميركيين والاسرائيليين منذ سنتين وتعززت بعد الانهيارات لمحور المقاومة في لبنان وسورية وفلسطين، واخذ الضوء الاخضر بالتنفيذ بعد استشهاد سماحة السيد حسن نصرالله وترك تحديد ساعة الصفر لترامب ونتنياهو، وكانت تتضمن حصول فوضى شاملة داخل ايران بعد الضربة الأولى وقتل القادة واحداث فراغ في السلطة مما يؤدي الى نزول الناس الى الشوارع مقابل تحركات لعملاء الموساد والمعارضين للنظام، ويترافق ذلك مع انزال قوات اميركية واسرائيلية في المناطق الحساسة كالمقرات الرئاسية والاذاعة والتلفزيون، لكن المخطط أحبط نتيجة الاجراءات الإيرانية السريعة والقرارات التي اصدرها الامام الخامنئي بتعبئة المراكز الأساسية العليا بالإضافة إلى التفاف الشعب الإيراني بكل مكوناته حول قيادته، ولم تسجل تظاهرة واحدة ضد النظام في القارة الإيرانية الكبرى ولم تحدث اي فوضى ولم يغادر الناس طهران ولم يتمرد اي جنرال على قرارات المرشد، وساهمت إجراءات الشعب في كشف العملاء بتمتين الجبهة الداخلية، حتى المعارضون في الخارج للنظام الإيراني وقفوا ضد العدوان، وتوحد الشعور القومي الفارسي مع الانتماء الديني مما ادى الى فشل اسقاط النظام الايراني، لكن المحاولات مستمرة.

وتؤكد المصادر السياسية، ان توازن الرعب الذي حققته ايران والقدرة التدميرية الهائلة للصواريخ الإيرانية رفع من معنويات الشعب الإيراني الذين نزلوا امس الى شوارع طهران متحدين الغارات مؤكدين التصدي للحرب على بلادهم مهللين للصواريخ الإيرانية على تل ابيب، كما رفع تساقط الصواريخ الإيرانية على طول مساحة فلسطين المحتلة من معنويات حلفاء محور المقاومة ايضا، من اليمن الى لبنان. هذا التطور الميداني جعل الرئيس الاميركي مترددا ايضا في الدخول المباشر بالحرب جراء استحالة اسقاط النظام الايراني من الجو دون غزو بري ومشاركة كل العالم في العمليات العسكرية كما حصل في العراق، والخشية عند ذلك من بدء عودة الجنود الاميركيين.

وحسب المصادر السياسية ايضا، فان ما يعزز تردد ترامب في العملية العسكرية المباشرة يعود ايضا الى مواقف الدول الخليجية وتحديدا السعودية الرافضة لاغراق المنطقة بالفوضى الشاملة. والموقف السعودي يتلاقى مع المواقف التركية والروسية والصينيه، لكن الهاجس الاكبر لترامب يبقى مرتبطا بالموقف الباكستاني الداعم لإيران والقادر على ضبط الحدود بين البلدين ومنع اي غزو من الحدود الباكستانية. وظهر الجيش الباكستاني قويا خلال المواجهة مع الهند، وهذا الامر ينطبق على الحدود التركية العراقية، والخاصرة الرخوة تبقى الحدود السورية، كما ان التدخل المباشر لاسقاط النظام سيحرك حلفاء ايران في كل مكان لضرب القواعد الاميركية، وعندما تصبح المعادلة «يا قاتل يا مقتول» تسقط كل الخطوط الحمراء في كل الساحات وربما أشعل ذلك كل المنطقة، هذه الأسباب جميعها وراء تردد ترامب في الدخول المباشر واعطاء اسبوعين اضافيين لاسرائيل للحسم، وفي ضوء النتائج الميدانية تحدد خيارات ترامب المدرك بان اي تسوية في ظل توازن الردع الحالي اكبر كارثة على الكيان الاسرائيلي.

طهران حسب المصادر السياسية، لن ترفع الرايات البيضاء وستقاتل حتى الرمق الاخير وقادرة على تحويل المنطقة الى فيتنام ثانية واستخدام اسلوب الحروب الشعبية الطويلة الامد في المواجهة المفتوحة. وفي الوقت نفسه، فان القرار الإيراني يبقى «مرنا» تجاه عودة المفاوضات بعد توقف القصف الاسرائيلي، وايران ابدت تجاوبا مع المساعي الاوروبية قبل تدحرج الامور الى نقطة اللاعودة ولم تقفل خطوط الهاتف امام بعض الاتصالات مع الاميركيين رغم صعوبة الوصول الى حلول ديبلوماسية في الوقت الراهن.


المنشورات ذات الصلة