عاجل:

بعد تفجير "الكنيسة الدمشقية" وعودة "داعش" الى المسرح السوري...هل من مخاطر تهدد لبنان؟ (خاص)

  • ٤٠

خاص – "إيست نيوز" -

أعاد التفجير الإنتحاري الذي استهدف كنيسة مار الياس في الدويلعة (دمشق) تجديد المخاوف من عودة تنظيم" داعش" الى العمل من البوابة السورية واحتمال تمدده في اتجاه لبنان في مرحلة لاحقة ربطا بأهداف خاصة لتقويض الساحة الداخلية في "سوريا الجديدة " كما في لبنان، فتقسيم وتفكيك سوريا وتحويلها الى دويلات طائفية مشروع يخدم إسرائيل اولا، في حين ان عودة النشاط الإرهابي الى لبنان يزعزع الساحة الداخلية ويصب لمصلحة هذا العدو ايضا.

وعليه" أكدت مصادر سياسية مطلعة عند قراءتها لتداعيات تفجير دمشق لـموقع "ايست نيوز"، ان هذا الحادث مؤشر خطير جدا يطرح مخاوف من ان يكون مقدمة لأحداث أخرى أكثر خطورة من اجل تخويف الأقليات الطائفية وفقا لمخطط التقسيم وتفكيك سوريا وفق السيناريوهات الدولية المتعددة .

ولذك، تتعدد التفسيرات لحادث الكنيسة، فثمة من يعتبر ان تنظيم "داعش" الإرهابي استعاد قوته وإعاد تموضعه على الساحة السورية بعد المتغيرات الطارئة في المشهد السياسي والعسكري منذ سقوط نظام بشار الأسد. وهو الذي استهدف قبل فترة بغارات جوية اميركية طالت معسكراته لمنه من استغلال الفوضى في سوريا لتنفيذ خطط مرسومة لها وللمنطقة. 

في المقابل ترى مصادر مسيحية مطلعة على الوضع السوري عبر "ايست نيوز": ان ما حصل في الكنيسة الدمشقية" ليس معزولا عن الامن السائب في المناطق السورية، وأن الانتقادات التي توجه للحكومة بالسماح بتجاوزات معينة في المناطق المسيحية، وعدم وضع حد للاستفزازات في أحيائها بحجة تعارضها مع الشعائر الدينية الإسلامية قد يكون منطقيا أحيانا ـ

لكن السؤال الاهم الذي يعني اللبنانيين، هل يمكن ان تنتقل هذه الممارسات الخطيرة الى لبنان؟ تجيب مصادر امنية مطلعة لموقعنا:"ان وجود داعش العسكري في لبنان انتهى في معركة فجر الجرود في آب من عام ٢٠١٧ لكن المعركة الامنية ضده مستمرة". ذلك "أن الفكر الداعشي يتغلغل في مجتمعات معينة ومحاربته امر بالغ الدقة، الا ان الأجهزة الأمنية تعمل بكامل جهوزيتها منذ فترة طويلة للتعامل مع أي تطورات على الساحة اللبنانية بطريقة لا تهاون فيها" .

وأضافت هذه المصادر تقول:"الجميع يدرك ان هذا التنظيم الداعشي يبحث عن الثغرات في المجتمعات وهي بمعظمها ناشئة عن ضعف الحكومات او الفوضى وانتشار السلاح غير الشرعي وهو ينتظر التوقيت الملائم للقيام بضرباته وتحريك مجموعاته". وبالتالي فان تفجير الكنيسة يمكن كما تقول المصادر "جزءا من مخطط طويل الامد وقد يتبعه عمليات أخرى في المستقبل في حال بقاء الوضع الأمني على حاله من التفلت في سوريا".

 واستطردت هذه المصادر لتقول:"الوضع في لبنان يختلف بعد انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، وبعد إقرار التعيينات الأمنية والعسكرية، فالأجهزة الأمنية تتابع عن كثب كل التفاصيل. وان العمل الامني لا يتضمن الكشف عن جميع ما تقوم به الاجهزة المعنية امام الرأي العام ويمكن القول انها تقوم دوريا باجراءات استباقية لمراقبة الخلايا النائمة والمتحركة وغالبا ما تحصل توقيفات لا يعلن عنها وبالتالي لا خوف على الوضع في لبنان" .

وانتهت هذه المصادر لتقول: "إن مواجهة الإرهاب الذي يمكن ان تتسبب به "داعش" او اي من شبيهاتها يتطلب تعزيز التنسيق السياسي والأمني مع سوريا من خلال تحديد وتثبيت الحدود وضبط المعابر واقفال غير الشرعية منها للحؤول دون تسلل مثل هذه الخلايا الإرهابية وتحصين الساحتين اللبنانية والسورية تجاه أي من المخاطر الكبرى". وعليه هل تكتمل الخطوات المرسومة في هذا الاتجاه ، لتنجح حكومتي البلدين في تحصين الامن قبل ان يستيقظ المارد الإرهابي ليضرب حيث يريد وكما يريد وربما بقوة قد تكون أقسى وأخطر مما حصل حتى اليوم؟

المنشورات ذات الصلة