عاجل:

بعد إيران.. على من الدور؟ (روسيا اليوم)

  • ٢٧

يرى بعض المحللين أن إسرائيل في حقيقة الأمر تسعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط وما هجومها على إيران في 13 يونيو والضربات التالية للمنشآت النووية إلا خطوة للتخلص من عائق في الطريق.

يزيد عدد سكان إيران قليلا عن 90 مليون نسمة، وهو أكبر من سكان العراق بثلاث مرات، ويتميز بتركيبة عرقية أكثر تعقيدا ما يمثل تحديا كبيرا في حالة حدوث أي قلاقل في البلاد.

قبل الثورة الإسلامية الإيرانية 1979 كانت إيران وإسرائيل حليفتين تربطهما علاقات اقتصادية وعسكرية وثيقة، وكانت إيران الدولة الصديقة الوحيدة في محيط المنطقة، وتل أبيب تأمل بلا شك في استعادة هذا الماضي.

بعد الحرب النارية المدمرة "الاستباقية" مع إيران بين 13 – 24 يونيو قد تستعمل إسرائيل بعد إضعاف طهران تكتيكات غير نارية للتخلص من خطر دولة إقليمية ثانية تراها "مزعجة" هي تركيا.

هذا البلد بحسب بعض الخبراء، عرضة لتوترات متزايدة مع إسرائيل، على الرغم من أن استهداف إسرائيل العسكري المباشر لها لا يزال "محل شك".

يعتقد سياسيون ووسائل إعلام تركية على نطاق واسع أن إسرائيل تعتبر تركيا "هدفًا تاليا" بهدف احتوائها.

في هذا السياق يعتقد زعيم حزب الحركة القومية التركية دولت بهجلي أن "هدف إسرائيل هو تطويق جغرافية الأناضول"، محذرا من أن تركيا هي "الهدف النهائي".

في خضم المستجدات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة منذ 7 أكتوبر 2023 وصولا إلى الحرب مع إيران، قامت تركيا بتسريع برنامجها الصاروخي فيما ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكنيست في 11 يونيو 2025 إلى أن الإمبراطورية العثمانية لن تعود، "رغم اعتقاد البعض غير ذلك".

خبراء بشؤون المنطقة يشيرون إلى أن مثل هذه التوقعات لها جذور في تركيا وكان عبر عنها رئيس الوزراء تركيا الأسبق نجم الدين أربكان، وكررها نجله، السياسي المستقل فاتح أربكان.

من الجانب الإسرائيلي تصدر إشارات تغذي هذه المخاوف، مثل مقطع فيديو للتلفزيوني إسرائيلي كان انتشر على الإنترنت، ذكر فيه أحد المعلقين أن إسرائيل "ستواجه تركيا في النهاية".

علاوة على ذلك، صدرت في الماضي عن وزير الشؤون الأوروبية البرتغالي السابق، برونو ماسياس تحذيرات من احتمال أن تواجه تركيا جهودا لزعزعة استقرارها في أعقاب إجراءات غربية أو إسرائيلية ضد إيران.

باكستان هي الأخرى من بين القوى الإقليمية الهامة على أطراف المنطقة، وهي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك الأسلحة النووية، وترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران.

كانت إسلام آباد قد أعلنت لإيران على لسان رئيس وزرائها شهباز شريف "تضامنها الثابت" في مواجهة "العدوان الإسرائيلي غير المبرر"، واصفا ما قامت به إسرائيل بأنه "خطير وغير مسؤول للغاية.. ومقلق جدا.. ومحفوف بمزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة غير مستقرة بالفعل".

على الرغم من ذلك، حاولت باكستان في نفس الوقت احتواء ما يجري بالطرق الدبلوماسية، ودعت شريكتها الاستراتيجية الصين إلى التدخل دبلوماسيا لمنع نشوب حرب واسعة النطاق، فيما أكد وزير دفاعها خواجة محمد آصف أن بلاده لم تتخذ أي إجراءات جديدة للتعاون العسكري مع إيران بعد الهجمات الإسرائيلية.

باكستان تعتقد أنها غير معنية بشكل مباشر بالصراع الإيراني الإسرائيلي، وانشغالها الحقيقي يتمثل في التوترات الإقليمية الرئيسة القادمة من الهند وأفغانستان، وليس الطموحات الإسرائيلية. من هذا المنطلق يعتقد بعض الخبراء أن باكستان هامشية في الحسابات الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية.

بطبيعة الحال قد يكون لإسرائيل التي تعودت على مفاجأة الجميع، رأي مخالف تماما لما يعتقده الخبراء، لكن الأمر الذي لا شك فيه هو تواصل الهجوم الإسرائيلي وبشكل أشد وأكثر عنفا على قطاع غزة، كما صرّح عن ذلك مسؤول إسرائيلي بارز مع أول تباشير وقف إطلاق النار مع إيران بقوله: "حماس تعيش عزلة غير مسبوقة، وهذا هو الوقت المناسب لاستغلال الوضع، والعمل على إزالة التهديد المستمر من القطاع، إلى جانب إعادة المختطفين إلى ديارهم".


المنشورات ذات الصلة