رصدت صحيفة
"كلكلست" الإسرائيلية، قدرات صواريخ حزب الله، قائلة إنها
"تستطيع الوصول إلى كل ركن من أركان إسرائيل، وذات قدرات كبيرة".
وذكرت كلكلست أن "حزب الله عدو خطير وماكر، ألقى بظلاله على إسرائيل منذ
بداية الحرب في تشرين الأول 2023"، مشيرة إلى أنه "يملك مخزوناً ضخماً
من الصواريخ التي يطلقها على المستوطنات الشمالية غير المحمية، ويمكن أن تصل
أيضاً إلى عمق إسرائيل".
وقالت الصحيفة، إنه "على عكس الصواريخ التي غالباً ما تُخطئ الهدف، تتمتع
هذه الصواريخ بأنظمة تصحيح المسار، ورؤوس حربية كبيرة، واحتمالية ضررها هائلة،
متسائلة: "ما هي فرص تحقيق ذلك؟ وما هي قدرات وقيود تلك الصواريخ، وهل هذا
حقاً سلاح هجومي يغير قواعد اللعبة، أم أنه تهديد مبالغ فيه؟".
وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية عن صاروخ "فاتح 110" الباليستي التكتيكي،
والذي يُعد مداه قصيراً، من 300 إلى 500 كيلومتر، لكنه لا يزال قادراً على
الوصول من ميناء بيروت إلى إيلات.
وتعود جذور هذا الصاروخ إلى الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، عندما استخدمه
صدام حسين ضد إيران، التي لم تكن تمتلك أي وسيلة للرد دون تعريض الطائرات
المقاتلة للخطر، وفي تلك الأيام، كانت إيران معزولة عن العالم، وتواجه صعوبة
كبيرة في الحصول على الطائرات، أو حتى قطع الغيار لها.
ولذلك في وقت لاحق، ظهرت وحدة في الحرس الثوري الإيراني هدفها الحصول على أسلحة
استراتيجية بعيدة المدى، وقامت بشراء صواريخ سكود من كوريا الشمالية، الأمر الذي
تسبب بمشكلة بسبب صعوبات تحريك قاذفة الصواريخ كبيرة الحجم مع الدبابات اللازمة
لتزويد الصاروخ بالوقود قبل إطلاقه.
وبدأت إيران بعد ذلك في عمليات التطوير لإيجاد البدائل، حيث قامت بإجراء هندسة
عكسية لصواريخ "لونا" الروسية، وبناء قاعدة معرفة أولية، وبمرور الوقت
تم تحسين المحركات والزعانف، وولدت عائلة "زلزال" من الصواريخ، وهي
صواريخ بعيدة المدى من إنتاج محلي.
وبحسب الصحيفة، نضجت المعرفة المطلوبة عام 1995 وبدأ مشروع لتطوير دقة تلك
الصواريخ، والذي نفذته إيران بالتعاون مع الحكومة السورية، وأخذ المهندسون
الإيرانيون صاروخ زلزال 2 وزودوه بقذيفة جديدة أخف وزناً؛ وتم تحسين المحرك، كما
حصل أيضاً على نظام توجيه ذاتي يقيس حركة السلاح، فيما يتعلق بالمسار الأمثل،
ويحرك الدفة حسب الحاجة.
وكانت نتيجة كل ذلك، هي الوصول إلى صاروخ باليستي حقيقي، وصل مداه في الإصدارات
الأولى إلى 200 كيلومتر، وزادت الدقة بشكل كبير، موضحة أن تلك الصواريخ وصلت إلى
أيدي المسلحين في لبنان في وقت لاحق.
وتساءلت كلكلست عن السيناريو الذي يستخدم فيه حزب الله صاروخ فاتح لضرب مخبأ
إسرائيلي مليء بالقنابل، موضحة أن "وزنه عند الإطلاق حوالي 3500 كيلوغرام،
ومعظم الجسم يحتوي على وقود، وما يصل في النهاية إلى الأرض أنبوب يزن حوالي 1200
كيلوغرام، يحتوي على نظام توجيه وقنبلة تتمتع بطاقة حركية كبيرة، لكن غلافها ليس
قوياً بما يكفي لاختراق الدرع المخصص".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بين الصواريخ التي يمكن لحزب الله استخدامها ضد
المنطقة الشمالية في إسرائيل، هي صواريخ متوسطة وطويلة المدى مثل صواريخ فجر،
التي تعرف إسرائيل كيفية إسقاطها بشكل جيد، لأن إسرائيل كونت خبرة كبيرة منذ السابع
من تشرين الأول 2023".
وتشير الصحيفة إلى أنه "بحال اختيار الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله
إطلاق الصاروخ من الأنفاق، فسوف تنكشف ويتم تدميرها، وحال إطلاقها من قاذفات
منتشرة فسيكون من الصعب تركيز النار وإثقال كاهل أنظمة الدفاع في الجيش
الإسرائيلي، حيث تحمل معظم القاذفات صاروخاً واحداً، وبعضها تحمل اثنين.
ولكن على الرغم من ذلك، إلا أن صاروخ فاتح 110 لا يزال سلاحاً خطيراً للغاية،
لأن مدى تأثيره يصل إلى 30 متراً في منطقة مفتوحة، وعلى الرغم من أن فرص التأثير
منخفضة إلا أنها موجودة، لأنه لا توجد حماية بنسبة 100%، ولذلك أوصت الصحيفة
بالانصياع لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، والتصرف بمسؤولية عند سماع الإنذار،
والدخول إلى منطقة محمية مناسبة".
|