أسفت بلدية كفرتبنيت في بيان، "لنشوب حريق في مكب النفايات القديم المقفل، الذي يضم كميات ضخمة من النفايات المطمورة منذ أكثر من 15 عامًا"، موضحة انه "ناجم عن الغازات الناتجة بيولوجيًا من تحلل المواد العضوية المطمورة في أعماق المكب".
وأكدت أنها "سعت منذ اللحظة الأولى، بتوجيهات من محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك وبالتعاون مع عناصر الدفاع المدني، إلى العمل على إخماد الحريق للتخفيف من آثار الدخان على البلدة والقرى المجاورة".
وطالبت "الوزارات والجهات المعنية بالتدخل العاجل والمساعدة في إيجاد حل جذري ونهائي لهذه المشكلة، نظرًا لأن الدخان المنبعث مصدره أعماق المكب، مما يصعّب على جهود فوج الإطفاء إخماده بشكل كامل".
وأشارت الى أنه "في هذا الإطار، تم التواصل بين رئيس بلدية كفرتبنيت ورئيس بلدية القليعة، حيث تم توضيح تفاصيل الوضع الراهن، والاتفاق على التعاون المشترك لمعالجة هذه المسألة بالطرق المناسبة".
كما أعلن مكتب البيئة في حزب "القوات اللبنانية", في بيان، انه يتابع "بقلق شديد الكارثة البيئية والصحية المتجددة الناتجة عن حريق مكب كفرتبنيت، حيث يتواصل لليوم الرابع على التوالي، نشر الدخان الكثيف والروائح السامة والغازات المسببة للاختناق، ما يهدد صحة الأهالي في القليعة وجديدة مرجعيون والقرى المجاورة وسلامة بيئة المنطقة".
ولفت الى ان "استمرار هذه الكارثة منذ ما قبل الحرب اللبنانية حتى اليوم، في ظل غياب أي معالجة علمية وحلول مستدامة، يعكس استهتارًا خطيرًا بصحة المواطنين وحقوقهم الأساسية، ويشكّل جريمة بيئية موصوفة بحق أهلنا وبيئتنا".
وقال:"نذكّر أن حرق النفايات في الهواء الطلق، يؤدي إلى انبعاث مواد سامة شديدة مثل الديوكسين والفوران (Dioxins and Furans)، وهي مركبات مصنفة ضمن الملوثات العضوية الثابتة (Persistent Organic Pollutants - POPs) بحسب اتفاقية ستوكهولم، نظرًا لقدرتها العالية على التراكم في السلسلة الغذائية وبقائها لفترات طويلة في البيئة، وخطورتها على الصحة العامة بما في ذلك زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، واضطرابات الغدد الصماء والجهاز المناعي، والتأثيرات العصبية والتنفسية الخطرة".
تابع:"من المؤسف أن الطرق المضرة للتخلص من النفايات تُستعمل في العديد من المناطق اللبنانية، ضاربة عرض الحائط القانون وصحة الإنسان والبيئة، في ظل غياب أي رقابة أو محاسبة فعلية للمخالفين".
وطالب ب"إحالة الموضوع إلى وزيرة البيئة تمارا الزين اليوم، مع متابعة مباشرة معها ، وصولا إلى التحرك الفوري واتخاذ الإجراءات السريعة لإخماد النيران وإنهاء هذه المهزلة المميتة، وممارسة أقصى درجات الضغط السياسي والشعبي والقانوني لمحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال المزمن ومنع تكراره".
وقال:""نعلن تأييدنا الكامل ودعمنا للدعوة الصادرة عن بلديتي القليعة وجديدة مرجعيون للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية اليوم، عند الحادية عشرة قبل الظهر، بالقرب من محطة مرقص – مفرق دير ميماس بعنوان:"لا لحرق النفايات..لا للسموم في هوائنا!، وندعو أهلنا وجميع المعنيين بالشأن البيئي والصحي، الى المشاركة الواسعة في هذه الوقفة دفاعًا عن صحة الناس وكرامتهم وبيئة منطقتنا".
ختم:"إن صحة الناس خط أحمر، لن نقبل بالمساس بها بعد اليوم، وسنتابع الملف حتى آخر نفس لتحقيق إخماد النيران، ووضع حل مستدام لهذا المكب، ومحاسبة المقصرين والمعرقلين مهما علا شأنهم".