عاجل:

حين تسقط اسرائيل في فكر المجتمعات الغربية وبأروقة الخارجية الاميركية؟

  • ٧١

خاص - ايست نيوز

تعيش اسرائيل تخبط الهزيمة الامنية والمعنوية وهي لم تستطع حتى الآن الوصول الى مخرج يتيح لها القبول بتهدئة انسانية. فآلة القتل المتوحشة في كل ثانية، والدموية اللامنتهية بحق الاطفال والنساء لم يحققان للاحتلال اي انتصار ولم يعيدا له ولو جزءا قليلا من هيبته المكسورة. إن اسرائيل لم تستطع نفض غبار الخيبة فما الذي سيجعلها تنظف نفسها لتقف مجددا أقله لتقدم نفسها كيانا قويا ديمقراطيا ووكيلا غربيا اميركيا يحمي المصالح بجيش لا يقهر. طبعا مهما كانت الخيارات والاتجاهات الاسرائيلية من الصب جدا أن يعود الكيان كما كان قبل السابع من تشرين الاول وهو الذي سبق أن تغيرت ملامحه حتما بعد  تموز 2006. هذه وقائع وحقائق أما الآتي فمشهد مبهم يخفيه الغيب القريب.

في الموازاة لا شك أن ما تشهده الدول الغربية من تظاهرات مدهشة أكثرها ايلاما للكيان وللادارة الاميركية كان في نيويورك وواشنطن. فليس من السهل رؤية ان من قاد تظاهرة نيويورك. إنهم الهنود الحمر زيا ورقصا ، وهم السكان الاصليين لاميركا!

لم نرى رغم محاولة اسرائيل ابراز نفسها الضحية منذ السابع من تشرين الاول اية تظاهرات مؤيدة لها في العالم وبقي الضامن مقتصرا على مواقف فردية، بل التضامن الاعلامي الواسع الذي كسبه الكيان في الايام الاولى تلاشى مع تلاشي جثث الاطفال وانتهاك المستشفيات والمدارس. إن اسرائيل سقطت في وجدان وفكر الشعوب الغربية الذين كسروا محظورات قياداتهم، وحولوا ليلهم للغضب والتضامن مع غزة والقضية الفسطينية، فيما نجحت قيادات العالم الاسلامي والعربي بتطويق مواطنيها، وحددت بعضها الآخر لهم مساحة تعبير وفق منافعها السياسية، ووفق ما تقتضيه مرحلة المساومات.

النقاش الحاصل داخل المجتمعات الغربية مهم ومتقدم وهو ما عبرت عنه  صحيفة لوموند الفرنسية في خضم شرحها للواقع  في فلسطين المحتلة ولسياسات واشنطن . تقول صحيفة لوموند "إن الولايات المتحدة تجد صعوبة في مراعاة جانبي المأساة، مأساة إسرائيل التي تحطم مفهومها للأمن القومي في السابع من تشرين الأول، ومأساة المدنيين الذين وصل عذابهم في غزة إلى مستويات غير مسبوقة تحت القصف الإسرائيلي، بعد أن وضعت مصداقيتها ومواردها بجانب إسرائيل التي يهيمن على حكومتها قوميون عنصريون، ويتهم جيشها بارتكاب جرائم حرب في غزة. إن إدارة بايدن قدمت الدعم السياسي والعسكري الكامل لإسرائيل فورا، وسلمت السلاح ونشرت قوات هائلة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وكثفت التبادلات الثنائية فيما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية وكذلك التحليلات العسكرية، مثبتة بذلك التزام الولايات المتحدة الحزبي بالوقوف إلى جانب إسرائيل إذا تعرض أمنها للتهديد".

كيف يمكننا أن نضع أنفسنا حاميا لإسرائيل ونطالب بدور الوسيط؟ إن هذا التناقض الذي كان في قلب سياسة الولايات المتحدة منذ 30 عاما وصل اليوم إلى ذروته. كيف يمكننا أن نفتخر بالموقف الأخلاقي ونحن نرفض فكرة وقف إطلاق النار.

 

من جهتها نشرت صحيفة بوليتيكو الأميركية رسالة وجهها موظفو وزارة الخارجية الأميركية انتقدت فيها تعامل إدارة بايدن مع ما يجري في غزة. وتشير الرسالة إلى تزايد فقدان الثقة بين الدبلوماسيين الأميركيين في نهج الرئيس بايدن تجاه أزمة الشرق الأوسط. وتعكس مشاعر العديد منهم، خاصة في الرتب المتوسطة والدنيا، وفقا لمحادثات مع العديد من موظفي الإدارات، بالإضافة إلى تقارير أخرى. وأضافت أنه إذا اشتدت مثل هذه الخلافات الداخلية، فقد تصعب على إدارة بايدن صياغة سياسة تجاه المنطقة.

وتورد الرسالة طلبين رئيسيين: أن تدعم الولايات المتحدة وقفا لإطلاق النار، وأن توازن بين رسائلها الخاصة والعامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك بث انتقادات للتكتيكات العسكرية الإسرائيلية ومعاملة الفلسطينيين التي تفضل الولايات المتحدة عموما الحفاظ على سريتها. وتنص على أن "الفجوة بين الرسائل الأميركية الخاصة والعامة تساهم في التصورات العامة الإقليمية بأن الولايات المتحدة جهة فاعلة متحيزة وغير نزيهة، وفي أحسن الأحوال لا تقدم المصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم، وفي أسوئها تضرها".

وتقول الرسالة "يجب أن ننتقد علنا انتهاكات إسرائيل للمعايير الدولية مثل الفشل في قصر العمليات الهجومية على أهداف عسكرية مشروعة". وتضيف "عندما تدعم إسرائيل عنف المستوطنين والاستيلاء غير القانوني على الأراضي أو توظف علنا استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، فيجب أن نعلن أن هذا يتعارض مع قيمنا الأميركية حتى لا تتصرف إسرائيل بحصانة".

وعلقت الصحيفة بأن الحجج الواردة في الوثيقة تقدم نافذة على تفكير العديد من الأشخاص في وزارة الخارجية، التي طالما أزعجها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.

المنشورات ذات الصلة