عاجل:

بري يرعى مجلس عاشوراء "معوض": توجيهات لمراعاة ظروف الناس

  • ١٧

داني عقيقي- آراء حرة

 في مشهد يختزل التاريخ والهوية، يعيش لبنان هذه الأيام على وقع إحياء ذكرى واقعة الطف التي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد، وأهل بيته وأصحابه في معركة كربلاء عام 61 هـ. او 680م هذا الحدث الذي شكّل منعطفًا روحيًا وسياسيًا في التاريخ الإسلامي، يُعاد إحياؤه سنويًا في مناطق لبنان، خاصة في جبل عامل وقرى البقاع والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، حيث تتجلّى طقوس العزاء الحسيني في أبهى صورها.

منذ بداية شهر محرم، تتحول البلدات والمناطق ذات الغالبية الشيعية إلى منابر ومجالس تروي فيها الثورة الحسينية، من خلال محاضرات دينية ومواكب عزاء ومضائف إطعام على حب الحسين وأخيه العباس. لكن ما يلفت الأنظار هذا العام، هو التوسع غير المسبوق في مواكب الإطعام التي غزت شوارع الضاحية، حيث تفصل بين المضيف والآخر أمتار قليلة، في مشهد يعكس عمق الانتماء ومعاني الكرم والتضحية.

وفي الضاحية الجنوبية، التي تحتضن أبرز المجالس العاشورائية في تاريخ لبنان، تُغلق الشوارع الرئيسية أمام حركة السيارات، لاستيعاب الأعداد الهائلة من المشاركين. ويُعد المجلس الذي تنظمه حركة أمل في منطقة معوض، من أبرز المجالس وأكثرها حضورًا، ويستقطب آلاف الزوار يوميًا من مختلف الطوائف، مع بروز واضح لأبناء الحركة الذين يشكّلون النسبة الأكبر والأعظم من الحضور.

يتولى إلقاء المحاضرات في مجلس معوض سماحة السيد نصرت قشاقش ، وهو عالم دين بارز يُعرف بأسلوبه الأدبي الراقي، إذ يستهل خطابه بآية قرآنية، ثم ينتقل إلى مواضيع دنيوية يربطها بأهداف الثورة الحسينية، مبرزًا أن الإمام الحسين لم يخرج طلبًا للسلطة، بل سعيًا للإصلاح في أمة جدّه، مستشهد دائماً بأقوال الامام موسى الصدر.

مصادر مطلعة كشفت أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الراعي الرئيسي للمجلس، يتابع بشكل يومي تفاصيل المجلس للوقوف الى جانب الناس بشكل يومي، ويخصص جلسات خاصة مع السيد قشاقش لاعطاء توجيهاته بضرورة مراعاة ظروف الناس وإبداء رأيه بكل تفصيل على مستوى التنظيم والحضور ،ويؤكد على حضور قيادة الحركة بشكل يومي في المجلس ويطلب تقريراً مفصلاً عن الموضوع، ويسأل بشكل مباشر عن ليلة السابع من الاحياء وليلة اليوم العاشر ، في محاولة لنقل فكر حركة أمل للجمهور عبر المنبر الحسيني، الذي يعده أبناء الحركة منطلقًا فكريًا وتاريخيًا.

في عاشوراء، يختلط الديني بالثقافي، وتتجسد الثورة في صوت الخطيب، وفي دمعة المستمع، وفي لقمة تُقدم على حب الحسين. وفي لبنان، تبدو عاشوراء أكثر من مجرد مناسبة دينية، بل هي فعل وجود، وحضور جماعي يصوغ الذاكرة ويعيد تشكيل الهوية.

المنشورات ذات الصلة