عاجل:

سيناريوهات تحاكي نتائج "تجاوز" حزب الله الموقف الرسمي من طروحات براك (خاص)

  • ١٠٢

خاص _ "إيست نيوز"

قبل ساعات قليلة على وصول الموفد الرئاسي الاميركي المكلف بملفي سوريا ولبنان السفير توم براك الى بيروت في مهمة رسم لها قبيل مغادرته بيروت بعد زيارته التي استمرت يومي  19 و20 حزيران الماضي اطارها وجدول اعمالها متمنيا ان يتسلم ردا لبنانيا ايجابيا على مجموعة الافكار التي طرحها في جولته على كبار المسؤولين اللبنانيين من ضمن مهلة الأسبوعين التي حددها. وخصوصا انه ابلغ المسؤولين في هذه الزيارة الاولى له بهذه الصفة من التقاهم بأن تكليفه بملف لبنان الى جانب مهمته في سوريا لفترة سيكون محدودة قد تمتد لشهرين تقريبا قبل تسمية من سيتولى هذه المهمة خلفا للسيدة مورغان اورتاغوس.

وبانتظار ما سيكون عليه الموقف اللبناني ورد الفعل الاميركي عبرت مراجع ديبلوماسية وسياسية عليمة عبر "ايست نيوز" عن مجموعة من المخاوف ما لم يكن الرد اللبناني واضحا وصريحا يوفر الاجابة على مجموعة الاسئلة والملاحظات التي طلبها براك ولا سيما بما يتصل بالجدول الزمني المطلوب لتنفيذ ما تم التفاهم بشأنه حول مصير السلاح  غير الشرعي ايا كان حامله لبنانيا من "حزب الله" او اي حزب آخر او المنظمات والفصائل الفلسطينية على جميع الأراضي اللبنانية بدون اي استثناء.

ومصدر هذه المخاوف تضيف المراجع عينها  ما عبرت عنه مواقف الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم من خروج فاضح على منسوب وجو الموقف الرسمي بطريقة تخرج الحزب عن الحد الادنى من الإجماع الذي عبر عنه المسؤولون اللبنانيون   وخصوصا ان صدقت المعلومات المتداولة عن تجاوز "حزب الله" لسقف الموقف الرسمي الذي سيعبر عنه كلا من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري ونواف سلام.

وفي هذا الإطار كشفت المصادر ان الجهود التي بذلها الرئيس بري للحصول على موقف منسجم للحزب مع سقف الإجماع الرسمي قد باءت بالفشل، بعدما طال انتظاره لموقف الحزب لأيام عدة رافقت المهمة التي بدأتها لجنة ثلاثية سعت الى توحيد الموقف الرسمي المطلوب اميركيا ودوليا إلى ان سبق خطاب الشيخ قاسم موعد ولادة الصيغة النهائية بمواقفه المتشددة في آخر أيام عاشوراء والذي أطلق سلسلة مواقف انهت الآمال  بإمكان وجود أي انسجام بين الورقة اللبنانيةالموحدة وموقف الحزب.

على هذه الخلفيات دعت المراجع العليمة عبر "ايست نيوز" الى التريث لساعات قليلة لفهم رد الفعل الاميركي الذي سيعبر عنه براك.

فهو وكما اشارت المعلومات كان على تواصل بشكل من الاشكال مع المسؤولين اللبنانيين ولا سيما الرئيس بري في الايام الاخيرة وقد تبلغ بعناوين  الخلاف بين الموقف الرسمي والحزب.

وهو وان لم يسجل اي رد فعل علني حتى الساعات الأخيرة الفاصلة عن كتابة هذه السطور فإن المعلومات المتداولة عبرت ما فيه الكفاية عن حجم استيائه.

ولكن ما هو معلوم ان براك لم يكن صامتا في الأيام القليلة الماضية، وهو سجل أكثر من موقف دعا فيه اللبنانيين الى الافادة من المهلة النادرة والاخيرة التي يجب ان تشكل فاتحة للانطلاق بمرحلة مابعد أي تفاهم للانتقال من مرحلة تجميد العمليات العدائية الى مرحلة وقف النار ومايليه من خطوات تؤدي الى سحب قوات الإحتلال من النقاط المحتلة حديثا، والبدء بالخطوات المؤدية الى استكمال بعض الخطوات الاصلاحية ورسم خريطة الطريق الى اعادةالإعمار.

ذلك ان جميع الحكومات والدول والمؤسسات المانحة تقف خلف براك في موقفه لابل فان بعضها يمكن اعتباره  اكثر تشددا منه، ولا سيما ما انتهت إليه مهمة الموفدالسعودي الى لبنان عدا ما حملته التقارير الديبلوماسية من اكثر من عاصمة زارها براك من الرياض الى باريس وعواصم أخرى شملتها الإتصالات في الفترة الأخيرة.

ولمن يريد المزيد من التفاصيل حول السيناريوهات التي يمكن ان ينتهي إليها الوضع في لبنان ما لم يكن الموقف اللبناني واضحا وصريحا يتجاوب مع جدول الأعمال الأميركي والدولي، يمكنه ان يتابع الأجواء التي سادت اجتماع سفراء الخماسية الذي انعقد  الخميس الماضي في السفارة الاميركية في بيروت بدعوة منها والذي غاب عنه السفير السعودي الدكتور وليد البخاري والذي لم يقدم ولم يؤخر باعتبار ان موفد حكومته كان قد ابلغ اللبنانيين في زيارته المعلنة للمرةالاولى ما تريده السعودية من لبنان مرفقة بمجموعة التحذيرات من تجاهل الخطةالاميركية.

وهي ملاحظات تلاقت في شكلها ومضمونها مع مواقف باقي السفراء المشاركين فيها.

فهم يدركون ان أمام لبنان المهلة الاخيرة لينفذ مما ينتظره من تفلت اسرائيلي يتحصن خلف ورقة الضمانات الاميركية التي تجاوزت كل ما نص عليه تفاهم 27 تشرين الثاني2024 وسط صمت اعضاء الخماسية العسكرية في الناقورة الذي يزيد من حجم المخاوف اللبنانية.

وختاما، وقبل معرفة ما يمكن ان تنتهي اليه زيارة براك تبدو جميع السيناريوهات  المتوقعة سلفا سلبية وخطيرة وهي ناتجة عن حجم وتوقيت الغارات الاسرائيلية المكثفة التي نفذتها ليل أمس في الجنوب والبقاع متزامنة مع تجدد الغارات العنيفة على المنشآت الحيوية الحوثية في اليمن.

وما يزيدالطين بلة ان يكون ما حصل أمس نموذجا مصغرا مما هو متوقع ما لم يطرأ اي جديد يغير هذه الاجواء وهو امر قد يكون مستحيلا.

المنشورات ذات الصلة