شنّ الجيش "الإسرائيلي"، عند منتصف ليل الأحد-الاثنين، سلسلة غارات استهدفت موانئ ومحطة كهرباء في مناطق يمنية خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وذلك بعد إنذار عاجل أصدره بوجوب إخلائها. حيث أكدت "إسرائيل" أن هذه الضربات جاءت ردًا على هجمات حوثية متكررة.
كذلك ذكرت وسائل إعلام حوثية بأن الغارات طالت موانئ الحُديدة ورأس عيسى والصُليف، بالإضافة إلى محطة الكهرباء المركزية في رأس الكثيب بمدينة الحديدة. وقال شهود عيان إن انفجارات عنيفة دوّت في أنحاء المدينة، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان رسمي أنه استهدف "بنى تحتية يستخدمها الحوثيون لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل ونقل أسلحة من إيران"، مشيرًا إلى أنه ألقى نحو 60 قنبلة على مواقع محددة. كما أعلن استهداف السفينة "غالاكسي ليدر"، المحتجزة لدى الحوثيين منذ تشرين الثاني 2023، مؤكدًا أنها كانت مزوّدة بنظام رادار لرصد حركة السفن في البحر الأحمر.
واعتبر وزير الدفاع "الإسرائيلي"، يسرائيل كاتس، أن "من يحاول إيذاء إسرائيل سيتعرض للأذى"، محذرًا من أن "قانون اليمن هو نفسه قانون طهران".
وكان المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، وجّه مساء الأحد تحذيرًا عبر منصة "إكس"، دعا فيه جميع المتواجدين في الموانئ الثلاثة ومحطة الكهرباء إلى الإخلاء الفوري، قائلًا إن "البقاء في هذه المناطق يعرضهم للخطر".
في المقابل، أطلقت جماعة الحوثي، فجر الاثنين، صاروخين باتجاه "إسرائيل"، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق، دون تسجيل إصابات. وكانت الجماعة أعلنت، في وقت سابق من الأحد، استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي، بينما أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض أحد الصواريخ. وقالت صحافة عبرية إن "الصاروخ اليمني اصاب أحد الأهداف في منطقة قريبة من القدس".
وتزامن القصف "الإسرائيلي" على اليمن مع تطورات بحرية خطيرة، إذ تعرضت سفينة الشحن "ماجيك سيز" التي ترفع علم ليبيريا لهجوم في البحر الأحمر، أسفر عن اشتعال النيران فيها وغرق جزئي، ما دفع طاقمها إلى مغادرتها. واتُّهم الحوثيون بالوقوف وراء الهجوم، بعدما رُصد استخدام قوارب مسيّرة مفخخة وأسلحة خفيفة.
وتخشى أوساط غربية من تصعيد متجدد في البحر الأحمر قد يستدعي تدخلًا أميركيًا، خاصة بعد أن شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السابق سلسلة غارات جوية على الحوثيين.
وتأتي هذه التطورات في لحظة إقليمية حساسة، حيث المفاوضات تجري وسط مخاوف من تعثّرها حول وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحركة حماس، فيما تدرس إيران مستقبل محادثاتها النووية عقب الضربات الأميركية الأخيرة على مواقعها الذرية، وسط تصعيد إسرائيلي مباشر ضد طهران.
ووسط هذا التصعيد، هبطت طائرة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في قاعدة أندروز الجوية في واشنطن العاصمة، قبيل اجتماعه المتوقع مع الرئيس ترمب وكبار مسؤولي الإدارة الأمريكية حاملًا معه ملفات التصعيد في اليمن، والتهديد الإيراني، والحرب في غزة.