عاجل:

في إيران .. حتى من يكره النظام لم يعد يثق بالغرب (الغارديان)

  • ٤٧

إيست نيوز- ترجمة: باسم اسماعيل 


عند بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران كان بعض الناس هناك سعداء لرؤية قوة أجنبية تستهدف كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، لكن مع امتلاء الأخبار بمشاهد الضحايا المدنيين وازدياد قسوة الهجمات والاستهداف العشوائي بدأت أطياف المجتمع الإيراني المختلفة تتوحد حول مفهوم الوطن وأصبح الفخر الوطني على كل الشفاه وكثرت مشاهد التضامن بين أبناء البلد الواحد.

لقد لعبت الطريقة التي استجابت بها الدول الأوروبية للهجوم الإسرائيلي دوراً رئيسياً في هذا التحول، حيث دعمت الدول الأوروبية الثلاث، إلى جانب دول أخرى صامتة، الضربات الإسرائيلية. هذا الغرب نفسه كان قد أدان الغزو الروسي لأوكرانيا بينما صمت حيال العدوان الإسرائيلي على إيران وكأنه يقول إن حياة الإيرانيين أقل قيمة من حياة الآخرين. لقد تعاطى الغرب مع الحرب بلامبالاة وتقاعس، حتى أن المستشارة الألمانية قالت "هذا عمل قذر تقوم به إسرائيل من أجلنا جميعاً".

كثير من الإيرانيين غاضبون من هذا الظلم لدرجة أن فكرة بناء سلاح نووي، والتي كانت محصورة في السابق على هامش السياسة الراديكالية، تكتسب الآن زخماً بين الناس العاديين.

وما يزيد الأمر سوءاً هو غياب أي وسيط موثوق قادر على إنهاء الحرب لأن مشاركة الغرب الضمنية أو الصريحة في الصراع تجرده من أي دور كمفاوض حسن النية.

سيتم إعادة بناء المباني وإصلاح البنية التحتية، لكن الشيء الذي تضرر بشكل لا يمكن إصلاحه هو النسيج الأخلاقي الذي تستند إليه أوروبا في وعظ الآخرين والمعايير المزدوجة. إن العقلية الإمبريالية، التي لا تزال حية وبصحة جيدة بشكل واضح، تلقي بظلالها الآن على الطريقة التي يُنظر بها إلى أوروبا، ليس فقط بالنسبة للإيرانيين ولكن بالنسبة للعديد من الناس في جميع أنحاء جنوب العالم.

من غير المعروف ما إذا كانت طهران ستنجو من هذه اللحظة أو ستبرم اتفاقاً أو ستستمر في مسارها الانتقامي الحالي .. ولكن ما هو مؤكد هو أن من سيحكم إيران في المستقبل "لن ينسى" ما حدث هنا.

المنشورات ذات الصلة