خاص – "إيست نيوز"
لم يسبق ان بدأ عهد سياسي بمثل هذا الحجم من المشاكل والملفات الضاغطة كما يحصل في مستهل عهد الرئيس جوزاف عون الذي وصل الى بعبدا على متن أكبر مروحة تأييد ودعم خارجي وداخلي غير مسبوقة. لكن عهده ليس خاليا من المطبات فهو اليوم يخوض معركة تحييد لبنان عن عدوان إسرائيلي جديد دون تقديم تنازلات سيادية، والعهد أيضا على تماس مع ملفات حساسة ورثها من "زمن" انهيار الدولة وتتعلق بالفساد والفضائح المالية وسرقة اموال الخزينة.
وإن كانت الإصلاحات مدخل لبناء الدولة حسب ما تعترف مصادر سياسية وادراية مطلعة لـ "ايست نيوز" وهي مطلب اساسي للمجتمع الدولي أطلق الرئيس جوزاف عون معركته لمحاربة الفساد بجولات ميدانية على الوزارات والمؤسسات العامة الخدماتية ومجلس القضاء الاعلى فإنه يراقب عن كثب حصيلة إجراءات مختلفة في شكلها ومضمونها على الأرض وما يمكن حصاده لاستعادة الثقة الداخلية والخارجية المفقودة بالدولة ومؤسساتها التي يحكمها الفساد ويسودها سوء الإدارة والولاءات.
وتضيف المصادر لتقول: لقد انطلقت هذه العملية بقوة قبل بضعة أشهر و ووضعت نتائجها في الاسبوعين الماضيين قيد التنفيذ من دون اي تراجع، إذ أن رئيس الجمهورية يعتبر ان لبنان "ليس بلدا مفلسا بل مسروقا ومنهوبا".
"وعليه، بدأت "كرة ثلج" الفساد تتدحرج لتأخذ في طريقها رؤوسا من فئة سياسيين وزراء ونواب ومدراء ورجال أعمال وجهت اليه تهما مختلفة واهمها "هدر الاموال العامة في الإدارات الرسمية والوزارات" ، وهكذا اقتيد زميله وزير سابق الى التحقيق هو وزير الاقتصاد السابق آمين سلام ليحاكم بتهمة "اختلاسات مالية وملفات متشعبة"، ومن المتوقع ان يلتحق به وزير الصناعة السابق النائب الحالي جورج بوشكيان ان رفعت الحصانة النيابية عنه وقد بدأت الإجراءات القضائية والنيابية المطلوبة لاتمامها بعدما تحدثت التحقيقات الاولية عن تجاوزات وعمليات ابتزاز في وزارة الصناعة فيما استدعيت وزيرة سابقة الى التحقيق بتهمة فقدان وديعة مصرفية ايضا.
وهكذا تطول اللائحة، وسط الحديث المتنامي عن إمكان استدعاء وملاحقة وزراء آخرين، وموظفين من الفئة اولى وضعوا على الـ" waiting list " بعدما اعتبر ملف مدير عام كازينو لبنان رولان خوري و"bet arabia " من أضخم الملفات المالية. وهو يضاف إلى ملف هدر أموال المودعين في المصارف. لتكر السبحة على وقع عداد الإصلاح الذي انطلق في بداية العهد "ليرقم" الإنجازات و"الحبل على الجرار"، كما يقول زوار قصر بعبدا ومن يسألون عن التوقيفات التي يتابعها رئيس الجمهورية مع الأجهزة الأمنية ووزارة العدل رافضا اي تدخل او محاولة تدخل لممارسة الضغوط التي يمكن ان يستجرها الملاحقون المستهدفون حسب انتماءاتهم السياسية او الحزبية الو الطائفية.
وختاما تنتهي المصادر لتقول أن منظومة الفساد دخلت في مرحلة الخطر الوجودي، وأن السير في الملفات يشكل خيارا جديا لا نقاش فيه لعهد الرئيس عون ومعه كل من يعنيهم الأمر من السلطات الإدارية والقضائية وهيئات الرقابة. ذلك ان مرحلة الإفلات من العقاب انتهت الى غير عودة. وسيكون في لبنان دولة تستعيد دورها ومهامها وحضورها حيث يجب ان تكون وحيث كان محظور تواجدها في اي مجال امني او اداري او قضائي ومالي وحيثما يجب ان تستعيد المؤسسات والادارات ادوارها وهيبتها لتنتهي ادوار من يعتقد انه فوق الدولة والقانون وان بامكانه ان يقوم بما يريد دون حسيب او رقيب.