عاجل:

"تهديداً وجودياً للبنان في ظل تسارع التحولات الإقليمية".. الشرق الأوسط وسط التوترات والمسارات السياسية (الجمهورية)

  • ٨٧

في خضمّ تصاعد التوترات الإقليمية وتداخل المسارات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، برزت مواقف وتحركات دبلوماسية لافتة في لبنان وسوريا، عكست حجم التحديات التي تواجه استقرار المنطقة والفرص المتاحة أمامها.
فقد حذر المبعوث الأميركي الخاص، توم برّاك، في تصريحات صحفية من أنّ لبنان بات مهدداً بالوقوع في قبضة القوى الإقليمية إذا لم يُعالج ملف سلاح “حزب الله”، مشدّداً على أن المسألة تمثل تهديداً وجودياً للبنان في ظل تسارع التحولات الإقليمية، لاسيما في سوريا، حيث قال: “إذا لم يتحرّك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام”، في إشارة إلى التهديدات الجيوسياسية التي تتقاطع على أرضه.

وكشف برّاك عن جهود أميركية لتسهيل محادثات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل رغم القيود القانونية في لبنان، محذّراً من أن التأخّر في الانخراط في تسوية قد يؤدي إلى تجاوز لبنان بالكامل. وأكد أن نزع سلاح “حزب الله” لا يمكن أن يتم إلا بموافقة الحزب نفسه وتفويض من الحكومة اللبنانية، لافتاً إلى أنّ جوهر أي اتفاق محتمل يجب أن يتناول الأسلحة الثقيلة القادرة على تهديد إسرائيل، والمخزّنة في مناطق مدنية، على حد قوله.

وفي الشأن السوري، أكد برّاك أن رفع بعض العقوبات الأميركية عن سوريا يمثل “بداية استراتيجية جديدة” تهدف إلى منح الشعب السوري فرصة لإعادة البناء بعد الحرب، نافياً أن تكون واشنطن تسعى إلى فرض الفيدرالية أو بناء دولة بديلة، قائلاً: “نحن لسنا جليسة أطفال”، ومشدداً على دعم بلاده لسوريا موحّدة بحكومة وجيش واحد.

وأشار إلى أن تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل قد يُطرح تدريجياً في إطار تحولات أوسع في المنطقة، على غرار اتفاقيات أبراهام، مع ضرورة انخراط لبنان والأردن والعراق وتركيا في هذا المسار.

في موازاة ذلك، برزت تطورات ميدانية جديدة على الساحة اللبنانية، حيث استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية منزلاً في بلدة وطى الخيام الجنوبية، ما أدى إلى استشهاد عنصر في “حزب الله” يدعى وسام موسى أبو عباس، بحسب بيان للحزب. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد مدني في الهجوم، في وقت استمرّت فيه إسرائيل باستهداف مناطق جنوبية، رغم طلب بيروت الرسمي من الموفد الأميركي الضغط على تل أبيب لسحب قواتها من الأراضي اللبنانية.

سياسياً، جدد وزير العدل اللبناني عادل نصار خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري دعوته إلى حصر السلاح بيد الدولة ورفض ربط تسليمه بأي شروط داخلية أو خارجية، مشدداً على أهمية إقرار قانون استقلالية القضاء. بدوره، استقبل بري وفوداً سياسية ودينية عربية ولبنانية، في لقاءات تناولت التطورات الوطنية والإقليمية.

وفي موازاة كل ذلك، برز تطوّر على الساحة السورية، حيث أفاد مصدر دبلوماسي أن لقاءً مباشراً سيُعقد بين مسؤولين سوري وإسرائيلي في باكو على هامش زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أذربيجان. وتوقعت المصادر أن يبحث اللقاء الوجود العسكري الإسرائيلي المستجدّ في جنوب سوريا، وسط غياب مباشر للرئيس الشرع عن الجلسة.

على جبهة غزة، استمرت حالة المراوحة في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث تبادلت إسرائيل وحركة “حماس” الاتهامات بشأن تعثّر المحادثات في الدوحة. فقد وافقت تل أبيب على اقتراح قطري، فيما رفضته “حماس” بسبب ما وصفته بـ”مماطلة إسرائيلية” وإصرارها على الإبقاء على وجود عسكري في 40% من مساحة القطاع.

أما على الساحة التركية، فقد شهدت البلاد إعلاناً تاريخياً تمثّل بتسليم أول دفعة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني أسلحتهم في شمال العراق، في خطوة رمزية نحو إنهاء تمرد دام عقوداً. ودعا الرئيس رجب طيب أردوغان البرلمان إلى دعم هذه العملية سياسياً وتشريعياً، مؤكداً أنها تفتح “صفحة جديدة في تاريخ تركيا”، وتوحّد الأمة حول مشروع الدولة القوية والموحّدة.

المنشورات ذات الصلة