فجأة، وجدَ لبنان نفسه غارقاً في تداعيات المستنقع السوري، وجاءت أحداث السويداء الدامية لتشي بمَخاطر تهشيم ما تبقّى من الاستقرار الداخلي.
وبدت الساحة في ذروة الاستنفار لملاقاة ما يمكن أن ينجم عن التطورات المشتعلة، خصوصاً أن الطابع الطائفي يطغى عليها، وهو ما يجعل من لبنان الأرض الأكثر خصوبة لاستقطاب الحدث.
ورغم أن ما يحصل في السويداء خطف الأنظار عن زيارة توماس برّاك الذي يصل منتصف الأسبوع المقبل، إلى بيروت التي تحاذر صوغ موقف يظهرها رافضة لمقترح الموفد الأميركي، لكنها في الوقت ذاته لا يمكنها السير به كما هو، علمت «الأخبار» أن اللجنة المكلّفة بصياغة الرد تواصل عملها وهي ستركّز وتشدّد على وجوب استحصال لبنان على ضمانات، الآن أكثر من أي وقت مضى، وسط الخشية المتعاظمة من مخططات إسرائيل في سوريا وما ستُلحِقه بلبنان، خصوصاً أن المنطقةَ العازلة التي تحاول فرضها في سوريا ستكون لها نسختها اللبنانية في الجنوب والبقاع.