بدعوة من رئيس المجلس “الثقافي اللبناني والإغترابي”، الإعلامي فادي رياض سعد، زار وفدٌ إغترابي مكتبة “بعقلين الوطنية”، يوم السبت الواقع فيه 19 تموز، ضمّ شخصيات إغترابية لبنانية من الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا ودول خليجية، ومنهم كميل جبيلي، سناء جبيلي، ليلى نخلة، محمد الرفاعي، وهبة سعد الرفاعي.
وكان في استقبال الوفد، المسؤول الإعلامي في المكتبة، حسين الداهوك، الذي رحّب بهم ورافقهم في جولتهم في كافة أرجاء المكتبة وأقسامها، لا سيّما المَعلَم الجديد الذي استُحدث فيها مؤخّرًا – حجر الأساس لأكبر كتاب في العالم “روّاد من بلاد الأرز”، وقال في كلمة له: “تحتضن مكتبة بعقلين في أروقتها ثروة فكرية وأدبية وثقافية، إضافة إلى أعمال إبداعية من كتب ومخطوطات نادرة. هي أكبر مكتبة عامة في لبنان وإحدى أكبر المكتبات الوطنية في الشرق، ممّا يجعل احتضانها لهذا الكتاب الأكبر في العالم، ضمن حرمها، أمرًا بديهيًا، فهو العمل الإبداعيّ والوثيقة التي تتضمّن معلومات موثوقة مستقاة من مصادرها الرسمية وشبه الرسمية في لبنان ودول الإغتراب بحيث لا يرقى إليها الشك، وبالتالي، هو كنزٌ يُضاف إلى كنوز المكتبة”.
وكان لبعض الحاضرين كلمات أثنوا فيها على المكتبة ومحتواها القيّم والغني. فتحدّث كميل جبيلي قائلًا: “إنّ التصميم الهندسي لمكتبة بعقلين يرمز للحقبة التاريخية القديمة التي بُني خلالها المبنى، فنّ معماري إسلامي، لكن بعد الترميم، امتزج بالحضارة الغربية، ممّا أضفى عليها رونقًا فنيًا مميّزًا”. فإنّ مكتبة بعقلين الوطنية كالـ “ماتريوشكا” الروسية؛ عند فتح الباب الأوّل، تحصل على كنزٍ يُقدّر بحوالي 215 ألف كتاب، يعود أقدمها لعام 1725. عند الباب الثاني، تتفاجأ بالأرشيف الهائل الذي يضمّ أكثر من 250 ألف دورية. أمّا في الثالث، فتستغرب بوجود قاعة مسرحيات تُعرَض فيها مسرحيات متنوعة وتستقبل نشاطات مختلفة، ومتى فتحت الرابع، تجد قاعة مجهّزة للندوات والمؤتمرات. ومؤخّرًا، افتُتح الباب الخامس، حيث تمّ وضع حجر الأساس فيها لأكبر كتاب في العالم والذي يحمل عنوان “روّاد من بلاد الأرز”، فهي التي ستحتضنه في رحمها، ليكون ابنها الجديد، وهو الذي ألّفه وعَمِلَ على ولادته الكاتب والإعلامي فادي رياض سعد.
وأكّد أنّ زيارتهم إلى بعقلين هي “خصيصًا للإطلاع على هذا الصرح الثقافي والتاريخي، وعلى المَعلَم الجديد الذي احتضنته المكتبة الوطنية في بعقلين، الذي نعتبره عمل موسوعي ومَرجِع يُعيد إحياء الذاكرة اللبنانية ويُساهم في رفع اسم لبنان في المحافل الدولية، ليبقى لبنان منارة للعلم والثقافة والفكر”.
ومن جهته، أوضح سعد، مؤلّف الكتاب، أنّ هذه الزيارة “تأتي ضمن سلسلة جولات يقوم بها المجلس برفقة المغتربين من كافة دول العالم لإطلاعهم على المعالم الثقافية والتاريخية التي يزخر بها لبنان، كما إطلاعهم على مشروع أكبر كتاب في العالم “روّاد من بلاد الأرز”، الذي يحمل رمزية مهمّة لتجسيد دور الكتاب الورقي والصحافة المكتوبة، وتخليد ذكرى المهاجرين الأوائل، وتسجيل الدور الرائد للبنان الذي تخطى الجغرافيا الصغيرة بمُغتربيه ومُهاجريه ومُبدعيه، الذين شكّلوا على مدى التاريخ أهمّ وسيلة اعلامية روّجت للبنان ثقافيًا وفنيًا في العالم قبل ظهور الوسائل الاعلامية الحديثة.