خاص – "إيست نيوز"
تتجه الأنظار الى مراقبة التطورات التي تلي زيارة الموفد الأميركي توم باراك الى بيروت، وما ينتظر لبنان من مفاجآت وسط تفلت إسرائيل من الضوابط والخوف من انتقال نيران سوريا الى لبنان، بما يعكس الاجواء التي تعيشها البلاد.
على هذه الخلفيات اكدت مصادر سياسية بارزة لموقع "ايست نيوز" ان التخوف قائم من انفجار يلوح في الافق قد يؤدي الى تسوية قسرية او يفرض تفاهما دوليا جديدا، او الانزلاق الى فوضى كبيرة في لبنان على غرار ما بجري في سوريا اليوم. وتضيف: إن احداث السويداء هزت المنطقة لكن تأثيرها لبنانيا أقوى بسبب التداخل الجغرافي والاختلاط العائلي والإجتماعي بين دروز لبنان وسوريا بالمصاهرة والقربى مما يجعل لوقع الحدث في السويداء صدى كبيرا في الداخل اللبناني .
ومع ذلك، تميز مصادر سياسية مطلعة عبر موقع "ايست نيوز" بين ما يجري في سوريا والواقع في لبنان. وتقول ان مشهد السويداء اليوم له طبيعة مختلفة، فما يحصل نتيجة مقدرة مسبقا لانحلال الدولة بعد سقوط نظام الأسد وعدم وجود توجه صحيح للتعاطي مع السلطة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع من جهة وهناك ايضا الواقع الجديد على ارض سوريا مع تسلم مجموعات مسلحة زمام الأمن مما يعقد الأمور حيث باتت المعادلة السورية السائدة على طريقة" حاميها حراميها".
انطلاقا من هذه المعطيات فإن مقاربة الحدث في سوريا لبنانيا يتأرجح بين نظريتين، ثمة من يعتبر ان حوادث السويداء لن تصل الى لبنان لاختلاف جوهري بين الوضع السياسي في سوريا ولبنان. فالحكم الجديد في سوريا لديه مشكلة مع الاقليات انفجرت في الساحل والسويداء وضد المسيحيين مع تفجير كنيسة دمشق وتصفية عائلات مسيحية. اما في لبنان فالدولة تعددية والمجتمع متداخل بكل التفاصيل بما فيه تقسيم القيادات الأمنية على كل الطوائف، و هناك اختلاف أساسي فدروز سوريا مطالبون بتسليم السلاح الى سلطة أحمد الشرع فيما "حزب الله" مطالب بتسليم سلاحه الى الدولة، ومعلوم ان السلطة السياسية في لبنان تطالب الموفد الأميركي بالتزامات وضمانات قبل تسلبم السلاح. ويؤكد أصحاب هذه النظرية ان الصراع في سوريا اليوم هو حول مفهوم السلطة وإدارة الدولة وهو شأن داخلي لا امتداد سياسيا له إلى لبنان.
وتطرح وجهة النظر المقابلة سيناريو يبدو مخيفا، ذلك انه يتوقع الأسوأ، وهو يقول بانتقال الاحداث الى لبنان مع الدعاوت التي اطلقت للحشد على الحدود - ولو لم يحصل ذلك - في ظل التوتر القائم لدى جزء من "البيئة الدرزية" في لبنان، والدعوات لمساندة دروز السويداء على وقع المخاوف من وقوع إشكالات واحتكاكات محتملة مع النازحين السوريين.
وختاما، لا تقلل مصادر سياسية محايدة من خطورة ما هو متوقع من تطورات، فلبنان دخل مرحلة دقيقة، وما حمله الموفد الأميركي من رسائل نارية تتعلق بالسلاح، فيما واشنطن تنتظر التزامات من الصعب القيام بها،ومصيرها يصطدم بتعقيدات الانقسام الداخلي، وبعبارة أوضح لا ضمانات أميركية ولا قدرة لبنانية لفرض التزامات على حزب الله مما يجعل الامور مفتوحة على كل السيناريوهات