عاجل:

الكونسرفتوار الوطني ينعى زياد الرحباني: "صوتنا، صوت الوطن.. ارتفعت موسيقاه جسرًا أبديًا لا ينكسر"

  • ٩

نعت رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القوّاس، وأعضاء مجلس الإدارة، وأعضاء الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية، وأعضاء الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق - عربية، والهيئتان الإدارية والتعليمية، وأسرة الكونسرفتوار الوطني، "القامة الفنية الموسيقية الكبيرة زياد الرحباني".

وتقدّم المعهد الوطني، في بيان، "ببالغ الحزن، من السيدة فيروز وعائلة الراحل الكبير ومن جميع اللبنانيين بأحرّ التعازي والمواساة، لأن العزاء بزياد واحد عند كل محبيه وعارفيه وجمهوره الذي تخطى حدود الوطن والجغرافيا الفنية. وهو من أرسى بمسيرته الثريّة نهجًا فنّيًا مختلفًا واستثنائيًا، وكرّس هويّةً فنية وبصمة لا تشبه سواه. فلمعت عبقريته في الموسيقى والمسرح والتأليف والتلحين والكتابة والإذاعة والظُّرف اللمّاح، الذي أصبح مرجعًا في الكوميديا السوداء متناولًا مواجع الوطن منذ بدايات الحرب اللبنانية وحتى اليوم، والتي أظهرت حدسه العميق ورؤيته الوطنية وبعد نظره في أحداث مصيرية غيّرت وجه لبنان الحديث. وبالرغم من غيابه القسري في السنوات الأخيرة بسبب مرضه، كان الحاضر الدائم في أعماله وموسيقاه وفي الأعمال التي غنّتها والدته وسفيرتنا إلى النجوم السيدة فيروز".

اضاف البيان: "ليست خسارة زياد الرحباني أمرًا عابرًا، بل هي خسارة وطنية لا تعوّض، لأنّ فرادته الفنية وتجديده في الموسيقى وتحديثه في الأنماط موسيقيًّا وكلامًا، وشخصيته الكاريزماتية المؤثّرة، وفكره التقدّمي، والقضايا الإنسانية التي تبناها وناضل لأجلها من دون أن تغيّره السنوات ولا المغريات ولا المناصب، جعلت منه نموذجًا إنسانيًّا فنيًّا لا يتكرّر، وصوتًا للمقهورين والمهمّشين، ونشيدًا دائمًا للثورة والأرض والحرية".

وختم البيان: "زياد الرحباني، صوتنا، صوت الوطن، صوت الحرية والشعلة الدائمة الاتّقاد، عزاؤنا أنّ ذكره سيبقى مخلّدًا، فأمثاله من المبدعين العظماء نادرًا ما يجود بهم الزمن... وداعًا".

وكتبت رئيسة الكونسرفتوار على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي النص التالي:

"زياد في رحلة النور. صمتت الكلمات وامتد جسر الموسيقى

كيف نكتب عن رحيل من لا يرحل؟

كيف نودّع من علّمنا أنّ الموسيقى ليست أصواتًا تُعزف، بل كائنات حيّة من نبض وذاكرة، من حبّ وتمرّد، من صمت أشدّ صخبًا من الصوت؟

زياد… أيها المتمرّد الذي جعل من النغمة بيانًا، ومن اللحن وطنًا، ومن الأغنية مرايا تعكس وجوهنا المخبّأة. ستبقى نهجًا في الفن والفكر، وصوتًا للحقيقة مهما كانت جارحة، وأفقًا موسيقيًّا لا يُحدّ.

هناك من يرحلون ولا يتركون فراغًا... بل كونٌ كامل يتجلّى في حضورهم بالرغم من الغياب، في نبرات الصمت بين جُملهم، في موسيقى تفيض من أرواحهم حتى بعد انطفاء أنفاسهم.

زياد، أيها الغائب الحاضر… أيها الموجع الذي صار صوته وجدان أمة وأجيال. في عالمك الجديد أصبحت اللحن والصرخة والابتسامة، والوطن والذاكرة، والحرية...

كنتُ أهيّئ لك تكريمًا كبيرًا، حلمتُ أن أراك فيه جالسًا بيننا، تبتسم لتلك الألحان التي نُدين لك بها، مع الكونسرفتوار وأوركستراتنا الوطنية التي كانت ولا تزال تنتظرك. تأجّل الموعد… لكن الوعد لم يتأجّل، وسنُقيمه حتمًا، ولو في حضورك غير المرئي، في بعدك الآخر، لأننا نعلم أنّ موسيقاك ستظلّ تعزف معنا، وستقود بعينيك الخفيتين كل نغمة.

يا ابن فيروز وعبقها، يا أيقونة الحقيقة التي لا تموت…

أمّك وعائلتك سيفتقدونك، مُحبّوك سيفتقدونك، أنا سأفتقدك… والموسيقى ستفتقدك أكثر من الجميع.

زياد في رحلته إلى النور… سكت الكلام وارتفعت موسيقاه جسرًا أبديًا لا ينكسر" .

المنشورات ذات الصلة