إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
المجاعة هي مشهد الناس وهم يبحثون عن الطعام في كومة قمامة .. امرأة تطبخ في الخفاء وتخفي الطعام عن أبناء عمومتها الجائعين .. عائلة تبيع مجوهرات جدتها من أجل وجبة واحدة .. وجوه فارغة خالية من المشاعر وعيون جاحظة .. المجاعة هي مهانة وعار وتجرد من الإنسانية .. هي واقع لا يمكن لأي إحصائيات أن تجسده.
وعند الانتقال إلى بيانات "مؤسسة غزة الإنسانية"، المنظمة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، سنرى عالم مختلف حيث تقدم المؤسسة نفسها كمنظمة مهنية رحيمة مصممة للقرن الحادي والعشرين ولديها صور للتوزيع المنظم للمساعدات ولعمالها وهم يمسكون بأيدي الأطفال الفلسطينيين، ولكن اللقطات التي صورها صحفيون فلسطينيون تجسد التدافع اليائس على المساعدات القليلة.
إن الصورة الوردية التي تقدمها المؤسسة لا تصمد حتى أمام أبسط تدقيق، فنظام عملها يشبه الوقوف على حافة بركة كبيرة وإطعام السمك برمي فتات الخبز.
تدير المؤسسة أربع محطات تموينية في غزة تقع جميعها في مناطق عسكرية إسرائيلية حيث يعلم الناس أن الوسيلة الوحيدة التي يملكها جنود الجيش الإسرائيلي للسيطرة على الحشود هي إطلاق الذخيرة الحية، حتى عندما لا يطلقون النار بهدف القتل.
إن تدمير المجتمع الفلسطيني الذي نشهده وإهانة البشر هو الهدف الأساسي لهذه الجريمة. لا تُظهر حكومة إسرائيل أي مؤشر على أنها تكترث على الإطلاق سواء عاش الفلسطينيون أو ماتوا، فهي تريد أن تتجنب وصمة الاتهام بالتجويع والإبادة الجماعية، ومؤسسة غزة الإنسانية هي ذريعتها الحالية .. ولكن دعونا لا ننخدع بذلك.