من داخل مبنى البولشوي العريق، عقد مؤتمر صحافي استثنائي جمع بين الفنان اللبناني العالمي المايسترو عبد الحليم كركلا والمخرج ايفان كركلا ومديرة المهرجان الدولي " تشيكوڤ"، كارينا تساتوروڤا وثلاثة سفراء من لبنان " السفير شوقي أبو نصار" وسفيري الأرجنتين وكولومبيا. وذلك على هامش عرض “ألف ليلة وليلة” الذي قدمته فرقة كركلا والتي عرضت أمام أكثر من خمسة آلاف متفرّج روسي.
شارك في المهرجان 30 دولة منهم فقط دولتان عربيتان هما لبنان والبحرين، وهي المرة الأولى في تاريخ البولشوي يستضيف على مسرحه ولمدة ثلاثة ليال فرقة لبنانية عربية، بينما فرقة البحرين عرضت في مسرح آخر.
افتتح المؤتمر بكلمة من مديرة المهرجان كارينا تساتوروڤا ، التي وصفت العرض بأنه "جسر ثقافي عابر للغات والحدود، يعيد رسم صورة الشرق في أبهى حلله"، وثم كانت الكلمة للفنان عبد الحليم كركلا، الذي تحدث بشغف عن رسالة المسرح، قائلاً:
“من قلب الشرق، جئنا نحمل الذاكرة، نحمل الحلم، ونحوّل تراثنا العربي إلى لغة مسرحية عالمية. على هذه الخشبة ولأولى مرة وللمرة الثالثة منهما اثنين في زمن الاتحاد السوفياتي، لا نكتفي بأن نروي ألف ليلة وليلة، بل نروي حضارة عمرها آلاف السنين، وان لبنان كان وسيبقى رسالة حضارة وفن وثقافة للعالم.
وأثنى السفراء الثلاثة عن اعجابهم بالعرض الراقص وبالفن اللبناني الذي نشر رسالته في العالم ، أكدوا في كلماتهم على أن فن كركلا ليس مجرد عرض راقص، بل مشروع حضاري متكامل يُعرّف العالم بجمال الشرق وروحه.
وقد أجمع السفراء على أن ما تقدمه فرقة كركلا هو أكثر من فن، إنه خطاب إنساني بصري يقدّم الشرق في صورته الحضارية الحقيقية، المليئة بالجمال والفن الراقي.
ثم كانت كلمة الختام للمخرج ايفان كركلا حيث قال : بنفس الطريقة التي نشر بها الامبريزاريو الروسي العالمي سيرجي دياجليف الثقافة الروسية في أوروبا في بداية القرن العشرين وأحدث ثورة في عالم الرقص من خلال إنتاجه لألف ليلة وليلة، خلق كركلا أيضًا ثورته فنية من خلال إعطاء هوية ثقافية للرقص في الشرق الأوسط و بنشر الثقافة اللبنانية والعربية بأرقى مستوى فنيِّي من خلال نسخته الخاصة من ألف ليلة وليلة في موسكو، هذه المدينة التي تعد مفترق طرق بين الفن والتاريخ. وجودنا اليوم في البولشوي هي لحظة مضيئة تتوج ٥٥ عام من مسيرة مسرح كركلا.
وفي ختام المؤتمر، أكّد الجميع على ضرورة استمرار هذا النوع من التعاون الثقافي، كوسيلة لتعزيز الحوار بين الشعوب، وإحياء الروح المشتركة التي تجمع الإنسان بالإنسان، مهما اختلفت الجغرافيا.







