إيست نيوز- ترجمة باسم اسماعيل
أهم مهارة في السياسة الأوروبية هي القدرة على التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، فالأمر السائد اليوم هو الاستمرار في سلسلة الأكاذيب المهذبة التي تُبرئ جيلاً من السياسيين من تحمل مسؤولية إخفاقاتهم.
لكن غزوات دونالد ترمب في الشؤون الأوروبية لها تأثير كارثي على الطبقة السياسية، فتعليقاته يعقبها تخبط ولهاث وغضب شديد ولا يقابلها دحض فعلي.
ومع انخراط أوروبا في مشروع خداع ذاتي كامل، وقع على عاتق الرئيس الأمريكي أن يخبرنا بالحقائق التي لا نرغب في قولها لأنفسنا. وعلى الرغم من كل إخفاقات ترمب، نادراً ما يُتهم بأنه كاذب. وفيما يتعلق بأوروبا، لديه ميل مؤسف لأن يكون محقاً.
فبينما يتفاخر ساسة أوروبا بنظام لجوء عفا عليه الزمن، فإن ترمب يقول لهم: "من الأفضل لكم أن تستجمعوا قواكم وإلا لن يكون لديكم أوروبا بعد الآن". في الواقع عندما يقول ترمب إن الأوروبيين يخاطرون "بفقدان حقهم الرائع في حرية التعبير" فإن انتقاده هذا لاذع لأنه صحيح بشكل واضح.
ومن الصعب أيضاً الاختلاف مع ترمب بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "لا يهم"، وقد أعلن ماكرون أن فرنسا ستنضم إلى إسبانيا وإيرلندا في هذه السياسة، ومع ذلك وكما يقول ترمب فإن هذا التصريح "لا يحمل وزناً ولن يغير شيئاً".
وفي ذلك ملخص مثالي لمشاكل أوروبا. فالقادة السياسيون الذين بددوا الإرث الأوروبي لا زالوا يتصرفون كما لو أن العالم معلق بكلماتهم، حتى عندما تتجاوزهم الأحداث.