عاجل:

"رأس الأفعى".. هجوم "إسرائيلي" عنيف على شيخ الأزهر

  • ٤٩

واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، هجومها الحاد على مؤسسة الأزهر الشريف وشيخ الجامع الأزهر الإمام أحمد الطيب، على خلفية مواقفه المنددة بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وموقف المؤسسة الرافض لسياسة الإبادة الجماعية والتجويع التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وفي تقرير نشرته، وصفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الأزهر الشريف بـ"رأس الأفعى" في مصر، في تعبير يعكس تصعيدًا غير مسبوق ضد المؤسسة الدينية الأهم في العالم السني، مطالبة بـ"قطع هذه الرأس"، على حدّ تعبيرها.

ونقلت الصحيفة الاسرائيلية تصريحات لإيلي ديكل، الضابط السابق في جهاز المخابرات الإسرائيلية (رتبة مقدم احتياط) والخبير في الشؤون المصرية، شنّ فيها هجومًا واسعًا على الأزهر، واصفًا إياه بأنه "بوق العداء لإسرائيل من داخل مصر"، وفق زعمه.

وكان الأزهر الشريف قد أصدر في وقت سابق بيانًا شديد اللهجة، حمّل فيه إسرائيل مسؤولية ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين في غزة، وانتقد صمت المجتمع الدولي، إلا أن البيان أُزيل لاحقًا من المنصات الرسمية للأزهر، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا وطرحت تساؤلات حول الخلفيات السياسية للقرار.

وفي حديثه لـ"معاريف"، قال ديكل: "لست خبيرًا في الإسلام، لكنني أتناول الموضوع من واقع خبرتي في الملف المصري. الأزهر مؤسسة عريقة عمرها أكثر من ألف عام، وتُعدّ المرجع الديني الأبرز في العالم السني، وهي تدير أكثر من 1000 معهد ديني في مصر، وتخرّج أجيالًا من علماء الدين".

وأشار ديكل إلى العلاقة الوطيدة بين مؤسسة الأزهر والدولة المصرية، قائلاً: "منذ تولّي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السلطة، احتضن الأزهر، ورعاه، وجعله الناطق باسم النسخة السنية من الإسلام، ولم يعترض يومًا على بياناته".

واستشهد ببيان أصدره الأزهر عقب عملية 7 تشرين الأول 2023، التي نفذتها حركة حماس، مؤكدًا أن الأزهر لم يُدن العملية، بل قدّم مبررًا دينيًا لاعتبارها جزءًا من مقاومة الاحتلال، مضيفًا أن السيسي أيضًا لم يعبّر عن أي اعتراض أو إدانة.

وفي تحليله لما وصفه بـ"التطور المفاجئ"، قال ديكل إن حذف البيان الأخير قد يكون نتيجة ضغط خارجي، مشيرًا إلى احتمالين: "إما أن الدولة المصرية تريد أن تنأى بنفسها عن موقف الأزهر، أو أنها كانت داعمة له، لكنها تراجعت بعد تلقي اتصال من الولايات المتحدة أو إسرائيل، يُحذّر من أن مثل هذا الموقف قد يُقوّض دور القاهرة كوسيط في ملف غزة"، بحسب تعبيره.

وختمت الصحيفة بالقول إن "مصر تحتاج إلى الهدوء في الوقت الراهن، وربما مارست ضغوطًا على الأزهر لحذف البيان، لكنها لم تذهب أبعد من ذلك، ما يدل على أن الخلاف إن وُجد، فهو محدود ومضبوط"، مضيفة أن "الدولة قادرة على تقليص نفوذ الأزهر متى شاءت، لو أرادت فعلاً محاسبته".

المنشورات ذات الصلة