عاجل:

" كنتِ سفيرةً للوجدان العربي حين خانته السياسة"... رسالة "مُعبرة "من وزير الثقافة السوري إلى فيروز

  • ٨٩

في رسالة مؤثرة، وجّه وزير الثقافة السوري، محمد ياسين الصالح، تعازيه إلى السيدة فيروز، برحيل الموسيقار الكبير زياد الرحباني.

وقال الوزير، في رسالته"‏إن صوتكِ يا سيدتي لم يكن يومًا مجرد غناء، بل كان تربية وجدانية لجيلٍ كامل، وشريكًا في الوجع القومي، ومواساةً في عتمات الحرب، واحتفالًا في صباحات النصر "راجعين يا هوى". 

واضاف:" ‏أنتِ من جعل من القصيدة بيتًا دافئًا، ومن اللحن جسراً إلى الذاكرة، ومن المسرح محراباً للأمل. فكيف نواسي وأنتِ التي أخرجتِ معاني التجمّل من قواميس الشمس. 

‏فيروز، لم تغنِ دمشق فقط، بل لبستها كما تُلبَس القصائد العظيمةُ أثواباً من ضوء. فيروز التي سمع العالم صوتها لأول مرة من أثير "إذاعة دمشق"، وصدحت بأغانيها العظيمة من أرض "معرض دمشق الدولي"؛ "شآمُ ما المجد أنت المجد لم يغب"، "شآم أهلوك أحبابي"، "يا شامُ يا شامة الدنيا ووردتها يا من بحسنكِ أوجعتِ الأزاميلا.

‏ومن “زهرة المدائن” إلى "غنّيتُ مكّة" إلى “بحبك يا لبنان”، كنتِ سفيرةً حقيقيةً للوجدان العربي، حين خانته السياسة وانقسمت عليه الجغرافيا".

واشار الوزير الى ‏ان "وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، وهي تسعى إلى ترميم ما صدّعته السنوات، تُدرك أن لا نهضة من غير أن تعود الأمة إلى أصالتها، وأنتِ عمود من أعمدة هذه الأصالة لأن فيروز لم تكن مطربة، بل كانت رؤية".

وختم صالح رسالته:"‏أعزيكِ ونحن الذين بصوتك نتعزى. أدعو لكِ بالصحة وطول العمر، وأؤكد أن سوريا ما زالت تحفظ لكِ مقام المحبة والإكبار، وتشتاق إليكِ كما تشتاق البلاد إلى المطر.

‏أعزّيكِ بفقيدك الذي قدّم للموسيقى العربية، محدّثاً ومجدّداً جريئاً، وإن اختلفت بيننا وبينه المواقف السياسية وتباينت الرؤى الإنسانية.

‏من دمشق، مدينة الروح، ومن كل سوري وسوريةٍ غنّوا معكِ "سوا ربينا" وهم يضحكون ويبكون،‏لكِ خالص العزاء،وكل الحبّ".


المنشورات ذات الصلة