عاجل:

غزة على خُطى "كاراباخ" (واشنطن بوست)

  • ٦٢

إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل 

على مدى سنوات طويلة عاشت جماعة من الناس في موطن أجدادها حياة هشة بسيطة لكن بكبرياء، حيث كان أهلها يكدحون ويبنون عائلات على أرض يعترف المجتمع الدولي بأنها تابعة لحكومة وبلد لا يدينون له بالولاء. لذلك وجدوا أنفسهم في معارك دائمة مع ذلك البلد، إلى أن شب صراع أدى إلى حصار وجوع متزايد وأخيراً إجلاء السكان بالجملة بعيداً عن ديارهم. لقد حدث تطهير عرقي ولم يفعل العالم شيئاً لإيقافه .. هذه ليست قصة قطاع غزة (على الأقل ليس بعد) إنه ما حل بناغورنو كاراباخ الجيب الواقع داخل أذربيجان الذي أُجبر سكانه الذين يشكل الأرمن غالبيتهم العرقية على الفرار الجماعي في أيلول 2023 في مواجهة هجوم أذربيجاني.

وبالعودة إلى غزة، فقد قال نتنياهو يوم الخميس إن حكومته تعتزم السيطرة العسكرية على القطاع بأكمله، ويأمل العديد من حلفائه في اليمين المتطرف أن يكون هذا مقدمة "للهجرة الطوعية" لسكان غزة، وهو مصير لا يختلف عن مصير أولئك الذين أُجبروا على التخلي عن كاراباخ والذين عانوا من حصار دام عشرة أشهر ومن نقص في الغذاء والأدوية أدى إلى حدوث نزوح جماعي تسارعت وتيرته بعد أن شنت أذربيجان هجوماً عسكرياً للاستيلاء على الإقليم.

وفي إشارة إلى إسرائيل وأذربيجان يقول أحد الخبراء إن كلا البلدين ينظران إلى الغذاء كأداة استراتيجية لتحقيق أهدافهما. لقد بقي الكثير من العالم صامتاً عندما كانت أذربيجان تُجوّع الأرمن في وضح النهار، وينطبق الأمر نفسه اليوم على غزة.

في حملته الرئاسية تعهد ترمب بحماية "المسيحيين المضطهدين" في أرمينيا .. ولكن يبدو أن السياسة الواقعية تعطي الأولوية لموارد أذربيجان وموقعها الجغرافي بينما تأتي حقوق الإنسان بعد ذلك بكثير.

المنشورات ذات الصلة