عاجل:

بعد السقف العالي لـ"الحزب"... ما أجواء قصر بعبدا؟ (الشرق الأوسط)

  • ٩١

كتبت كارولين عاكوم:

لا تزال السلطة في لبنان تتعامل بترقب وحذر مع التصريحات العالية السقف التي تصدر عن قيادات «حزب الله» حيال قرار الحكومة لإنهاء الوجود المسلّح على كامل الأراضي اللبنانية، والتي كان آخرها تلك التي صدرت عن رئيس كتلة «حزب الله» النيابية، محمد رعد، مساء الجمعة، التي رفض خلالها تسليم السلاح، معتبراً أن «تسليمه يعني الانتحار... والقرار خطير على مستوى البلد». واعتبر أن قرار الحكومة «مرتجَل فرضته الإملاءات وليس قراراً سيادياً ونُزعت عنه الميثاقية الوطنية».

وأتت تصريحات رعد قبل وقت قصير من انطلاق تحركات شعبية، مساء الجمعة، على غرار ما حصل، الخميس، حيث جال مناصرون للحزب في مناطق في البقاع والجنوب وفي الضاحية ومحيطها على الدراجات النارية، رافعين شعارات ورايات الحزب، من دون أن يصدر موقف واضح صريح من قيادة الحزب لا بتبنّيها ولا بمنعها، وهو ما استدعى تدخلاً من الجيش الذي أصدر، السبت، بياناً، حذّر فيه المواطنين من «تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج».

وقالت قيادة الجيش، في بيان لها، السبت، «في ظل ما يواجهه لبنان من تحديات استثنائية في المرحلة الراهنة، ولا سيما استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته وانتهاكاته للسيادة الوطنية، إلى جانب الوضع الأمني الدقيق، ظهرت دعوات من قبل أفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بتحركات احتجاجية، ونشر مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى إثارة التوتر بين المواطنين.

وفيما حذّرت القيادة من «تعريض أمن البلاد للخطر»، أكدت أن «الجيش إذ يحترم حرية التعبير السلمي عن الرأي، لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، ويؤكد ضرورة تحلّي المواطنين وجميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا».

وفي حين ترفض رئاسة الجمهورية التعليق على كلام رعد أو الدخول في سجال، تكتفي مصادر رئاسة الحكومة بوصفه على أنه «كلام سياسي»، مع تأكيدها لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار الحكومة ماضٍ ومجلس الوزراء متمسك به، ونحن بانتظار خطة الجيش اللبناني»، وعن جلسة الحكومة الأسبوع المقبل ومشاركة الوزراء الشيعة، تقول المصادر: «حتى الآن ليس هناك مؤشرات بأنهم لن يشاركوا».

من جهتها، ترى مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية أن كلام رعد كان مفاجئاً، لا سيما أن رئيس كتلة «حزب الله» معروف بهدوئه مقارنة بقيادات أخرى، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أنه يعبر عن مناخ معين داخل الحزب، حيث بات معروفاً أن هناك وجهتي نظر في كل القضايا في المرحلة الأخيرة»، ولكنها ترى في الوقت عينه «أن قيادات الحزب الذي يتعرض اليوم لضغوط داخلية وخارجية، من الطبيعي أن تطلق مواقف عالية السقف، لا سيما أمام بيئتها وجمهورها لرفع معنوياتهم»، من هنا تدعو المصادر إلى انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة، والخطة التي يعمل عليها الجيش اللبناني الذي كان حاسماً بدوره في التعاطي مع أي مخالفات».

المنشورات ذات الصلة