عاجل:

الصحافة في غزة بـ"أحلك أوقاتها" (الغارديان)

  • ٣٩

إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل

في الوقت الذي يشهد فيه العالم الفظائع التي تتكشف في غزة، تستمر مأساة الاستهداف والقتل الممنهج للصحفيين. وحين ظن المجتمع الصحفي في غزة أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر من ذلك، نفذت قوات الاحتلال الوحشية التابعة لنتنياهو جريمة قتل أخرى بدم بارد لصحفيي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع ومصورَي الفيديو إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل وزملائهم.

لقد أصبحت الحرب على غزة أكثر الحروب فتكاً بالصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في الذاكرة الحية، حيث سجل عام 2024 أكبر عدد من القتلى من الصحفيين غالبيتهم العظمى على يد القوات الإسرائيلية. إن استهداف الصحفيين وتصفيتهم بشكل ممنهج هو خرق كارثي للمعايير الدولية المتعلقة بحماية الصحفيين في مناطق النزاع، مما يشير إلى انهيار عالمي للمسؤولية الأخلاقية في حماية أولئك الذين يخاطرون بكل شيء لتسليط الضوء على حقائق الحرب.

إن ما يميز الجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين هو الإفلات من العقاب واللامبالاة التي يبديها قادة ما يسمى بالعالم الحر.

وبكل المقاييس فإن هذه هي أخطر الأوقات التي يمر بها الصحفي في التاريخ الحديث، فالمراسلون يتعرضون للتهديد والمضايقة والقتل لمجرد قيامهم بواجبهم. والصحفيون في غزة ليسوا مراسلين دوليين تم إنزالهم بالمظلات، بل صحفيين محليين يعرفون الأرض والناس والقصص بشكل أفضل، إنهم لا يكتفون بتغطية مأساة غزة بل يعيشونها.

وعلى الرغم من ذلك فإننا نصر على الاستمرار في أداء واجبنا المهني، وسنبقى ملتزمين بتغطية الإبادة الجماعية على الرغم من الجهود الإسرائيلية لتعمية أعيننا والعالم، وسنعمل بلا كلل على تعزيز فرق العمل ونبقى أوفياء لجمهورنا العالمي الذي من حقه أن يكون على اطلاع. لذلك يجب على المجتمع الدولي أن يتصرف بشكل عاجل وحاسم لحماية الصحفيين الذين يخاطرون بكل شيء لإبلاغ العالم بالكارثة الإنسانية المستمرة والإبادة الجماعية في غزة.

نحن مدينون للصحفيين الشجعان في غزة بإيصال أصواتهم، فعملهم ليس مجرد توثيق بل هو المسودة الأولى للتاريخ، حيث سيدرس المؤرخون في المستقبل أهوال أكثر عمليات الإبادة الجماعية المتلفزة في القرن الحادي والعشرين.

المنشورات ذات الصلة