يديعوت أحرونوت
تُجري إسرائيل محادثات مع خمس دول، بينها جنوب السودان، بشأن استقبال نازحين من غزة على أراضيها، في ظل الحرب الدائرة في القطاع. وفي الأسبوع الماضي، زار وزير خارجية جنوب السودان ونائبه إسرائيل. وفي الوقت نفسه، تحاول القدس نقل نازحين أيضاً إلى إندونيسيا، وليبيا، وإثيوبيا، ودولة أُخرى في أفريقيا. وفي غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي بشأن الهجرة الطوعية إن "المحاولات تجري عبر مسارات مختلفة، وهناك جدية نسبية هنا. نتحدث أيضاً من خلال دول تتواصل مع دول ثالثة".
وتطرّقت وكالة أسوشيتد برس إلى المحادثات بين إسرائيل وجنوب السودان، ونقلت عن ستة مصادر مطّلعة على التفاصيل أنه من غير الواضح حتى الآن مدى التقدم المُحرَز. لكن إذا نُفّذت الخطة، فإنها ستنتهي بنقل أشخاص من منطقة منكوبة بالحرب ونقص الغذاء إلى دولة تعاني الوضع عينه، وهو ما يثير المخاوف بشأن حقوق الإنسان.
بالنسبة إلى جنوب السودان نفسه، فإن صفقة كهذه قد تساعده على تعزيز علاقاته مع إسرائيل، القوة العسكرية شبه المهيمِنة في الشرق الأوسط، كما أنها قد تكون وسيلة لتحسين العلاقات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي طرح في شباط/فبراير فكرة إعادة توطين سكان القطاع، لكنه يبدو كأنه تراجع عنها في الأشهر الأخيرة.
وفي الوقت الحالي، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على المسألة، ولم ترد وزارة خارجية جنوب السودان على أسئلة عن المحادثات بين البلدين. وفي المقابل، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه لن يعلّق على محادثات دبلوماسية خاصة، بينما تعارض مصر بشدة المقترحات الخاصة بإعادة توطين الفلسطينيين خارج القطاع.
جو سلفيك، مؤسس مجموعة ضغط أميركية تعمل مع جنوب السودان، قال إنه تلقى إحاطة من مسؤولين رسميين في جنوب السودان بشأن المحادثات. ووفقاً له، تخطط بعثة إسرائيلية لزيارة الدولة من أجل دراسة إمكان إنشاء مخيمات للفلسطينيين على أراضيها، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك بعد. وأضاف أن إسرائيل، على الأرجح، ستمول هذه المخيمات الموقتة. وفي القدس، لم يتم تأكيد صحة هذه التصريحات.
وقال مصدران مصريان لوكالة AP إنهما على عِلم منذ أشهر بجهود إسرائيل للعثور على دولة توافق على استقبال الفلسطينيين، وأضافا أنهما يعملان من أجل منع جنوب السودان من قبول نازحين من غزة. وحسبما ذُكر، فإن القاهرة تعارض بشدة نقل الفلسطينيين إلى خارج القطاع، الذي لديه حدود مشتركة مع مصر، خشية تدفُّق اللاجئين إلى أراضيها.
وفي آذار، ذكرت الوكالة، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين رسميين، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع كبار المسؤولين في حكومتَي السودان والصومال، اللتان تعانيان أيضاً جرّاء الحرب والمجاعة، من أجل "البحث في إعادة توطين فلسطينيين" على أراضيها. ومع ذلك، لم يتّضح إلى أين وصلت هذه المحادثات حالياً.