"إيست نيوز" –(خاص)_ابتسام شديد
تعتقد مصادر سياسية في حديثها لموقع "ايست نيوز" بأن الوضع الراهن بات على مسافة موازية بين الانفراج أو الإنفجار الكبير، فالمساعي المبذولة من أجل الحل السياسي القائم على تدوير الزوايا ، المبنى على قاعدة "خطوة مقابل خطوة" او غيرها بهدف الى منع الانزلاق الى تعقيدات قد تصل الى حرب واسعة، بدليل انه جرى استيعاب التصعيد الذي بدأه الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم وتلويحه بحرب أهلية اذا طبق قرار حصر السلاح لتعود الأمور الى سياق التهدئة والأخذ والرد.
وتتوقف المصادر عند إشارات إيجابية في حديث رئيس الجمهورية جوزاف عون أول أمس الأحد، والذي قال فيه إن ملف حصر السلاح ليس مطروحا للتفاوض بحد ذاته، انما يتركز الحوار حول آلية حصره، وهي خطوة مرتبطة بشروط ومعطيات تتعلق بموافقة الدول المعنية بما فيها إسرائيل فهذا الكلام برأي المصادر فتح الباب أمام التهدئة بدل الذهاب الى المواجهة.
وفي خصوص زيارة الموفدين الاميركيين اعتبرت مصادر خاصة لموقعنا ان الـ ٦٢ ساعة التي قضاها توم براك ومورغان اورتاغوس في لبنان لم تكن بروتوكولية فقط، بل كانت غنية بالمناقشات وتصويب الاهداف، بعدما تضمنت الثناء الاميركي على قرار الدولة بحصر السلاح بها وتوجيه النقاش في اتجاه الآلية التطبيقية والضغط على إسرائيل لملاقاة الخطوة اللبنانية الايجابية بخطوة مماثلة ، وقد مرر باراك موقفا واضحا لجهة ضرورة التزام إسرائيل بالورقة.
وفي راي المصادر عينها، ان هناك نقطة لا يمكن تخطيها في كلام الموفد الاميركي فهو اكد ان تسليم السلاح لمصلحة الشيعة ولا يمكن لحزب الله ان يأخذ شيئا دون تقديم مقابل، وتقول المصادر إن القصد من هذا الكلام طمأنة "الشارع الشيعي" بأن الخطوات التي يسير عليها لبنان "ليست على حساب حزب الله".
في المقابل رأت مصادر في كلام باراك دعوة للفريق الشيعي في لبنان لاستبدال فكرة الانتصار العسكري بالانخراط في مشروع الدولة وتحصيل مكاسب سياسية. فهل يكون طرح مشروع العودة الى حضن الدولة ملازما لإجراء تعديلات على النظام؟
تتوقف مصادر سياسية محايدة عند تهديد سابق بهذا المعنى لقيادات من "حزب الله"، التي قالت ما معناه "ان تسليم السلاح يفرض معادلة جديدة تعيد النظر بالدستور والميثاقية والأحجام في السلطة"، لترد عليها وتقول "إن الانتقال من مرحلة الى اخرى لا يجب ان يحصل بالقوة أو باستخدام الشارع ولا بفرض شروط تعجيزية إنما بالحوار وحسب". ذلك، ان هناك فريقا أساسيا في الطائفة الشيعية يرى ان الطائف لم يمنحهم "حقهم" وفق حجمهم الشعبي والسياسي، فهل يقابل التنازل عن السلاح بتحصيل مكاسب وصلاحيات لإعادة التوازن.
من دون شك، فإن تغيير النظام لن يكون مقبولا لدى شريحة واسعة من اللبنانيين ترفض المس بالدستور، وفي المقابل يسعى الحزب لكسب الوقت، طالما لم تستقر الأمور في المنطقة. فحرب غزة لا تزال قائمة والوضع في سوريا غير مستقر وسيحاول الحزب حماية مكتسباته العسكرية بما تجمعه من مسيرات نوعية وصواريخ دقيقة ريثما تتغير المعادلات والظروف.
وختاما وعلى على خلفية الكلام الموجه للبيئة الشيعية تقول مصادر شيعية لـ "ايست نيوز" ان الموفد الأميركي حاول استرضاء الطائفة الشيعية ومسايرة الحزب، لكنه باق على شروطه الخمسة واهمها انسحاب إسرائيل اولا ، وعودة الأسرى ثانيا. ومع اعتقاده المسبق بأن إسرائيل لن تنسحب، ما يحتم عليه السعي إلى الاحتفاظ بقوته العسكرية للردع او لاي هدف مواز، إن اقتضت الظروف بذلك.