خاص- "إيست نيوز"
ابتسام شديد
من دون الحاجة الى انتظار وصول الجواب الاسرائيلي على المقترحات اللبنانية الاخيرة التي حملها إليهم الموفد الرئاسي الاميركي الى سوريا ولبنان توم براك، تكثفت الاتصالات في الداخل لترتيب الوضع وتجهيز الأرضية لتسهيل تنفيذ خطة الجيش مهما كانت الأخبار التي سيحملها براك من تل أبيب.
وما هو واضح انه وبعد مظاهر التوتر التي حكمت العلاقات بين بعبدا توتر وعين التينة من جهة و بعبدا والضاحية الجنوبية فتحت خطوط التواصل مجددا في ما بينه. وهو ما ترجمته زيارة الموفد الرئاسي العميد السابق اندريه رحال الى الرئيس نبيه بري ولقائه لاحقا مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
وتعتقد مصادر سياسية في تقييمها للوضع عبر "ايست نيوز" انه وخلافا لما شهدته المرحلة التي سيطر فيها التوتر الشديد على العلاقات بين المرجعيات ذاتها ، وتحديدا منذ جلستي الخامس والسابع من آب الجاري والتي تسببت بشبه قطيعة بعدما تلاحقت الانتقادات من قبل "الثنائي الشيعي" الذي اعتبر ما جرى في مجلس الوزراء "انقلابا سياسيا" على ما سماه "الإتفاق السياسي" فإن الأمور دخلت في مرحلة من التهدئة.
وتؤكد معلومات "إيست نيوز" ان العلاقة تحسنت وباتت أقل توترا من قبل، ويمكن القول ان حركة الوسطاء والأصدقاء المشتركين ساهمت في تقليص المسافات بين بعبدا وعين التينة من جهة وبعبدا وحزب الله دون ان تنهيها طالما ان سقف المواقف باق على حاله.
وعن مهمة الموفد الرئاسي العميد اندريه رحال الى عين التينة والضاحية الجنوبية، تؤكد المعلومات "انها تناولت حديثا مفصلا لتوضيح النقاط العالقة بهدف إعادة وصل ما انقطع ومحاولة ضبط التفاعلات السياسية مع تقديم شروحات حول الأسباب التي فرضت التسريع في اتخاذ قرار مجلس الوزراء وضرورة تنفيذ خطة الجيش. مع تأكيد ان الخطة ستناقش في جلسة الحكومة المقبلة بحضور وزراء الثنائي.
مع ذلك تضيف المعلومات ان الحزب ما زال "متصلبا" في موقفه في شأن الورقة التي يرى فيها تسليما واذعانا للمطالب الأميركية. وهو يعتبر ان التواصل الداخلي يبقى منقوصا إذا لم يقترن بخطوات عملية. وأن النائب محمد رعد أبلغ الموفد الرئاسي صراحة رفض الحزب السير بقرار الحكومة و "تسليم السلاح" ايا كان نوعه "ثقيلا أو خفيفا".
وعليه طرح السؤال: هل نجحت المبادرة الرئاسية في تحقيق ما اريد منها؟ تؤكد مصادر سياسية قريبة من الثنائي، ان علاقة رئيس الجمهورية به اليوم ليست على طبيعتها السابقة، ولكنها أفضل الممكن حاليا، بعدما نجح موفد الرئيس عون في إعادة فتح الطريق من بعبدا الى الضاحية وجعلها سالكة بعد قطيعة لفترة محدودة. إذ أن الحزب رفض في وقت سابق التواصل مع رئيس الجمهورية واستعيض عنه بلقاء جمع النائب رعد مع المستشار السياسي للرئيس محمد عبيد إعتراضا في ذلك الوقت على أداء الرئاسة الاولى والشكل الذي جرى فيه التعامل مع قرار "حصر السلاح" في مجلس الوزراء .
وفي المقابل يبقى من اللافت – وحسب ما تقول المصادر عينها - أن العلاقة بين اليرزة والحزب ما زالت مضبوطة بشكل جيد ولا تشهد اي توتر. ذلك ان هناك حرصا من الطرفين على منع اي صدام بين الجيش والحزب وبيئته.