"إيست نيوز"- إيناس الشامي
كتاباتها حلم يراود معظم الممثلين والممثلات، إذ تُعدّ نصوصها بمثابة ضمانة لنجاح أي عمل درامي. بأسلوبها الواقعي، تلامس الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشيليان وجع الناس، وتطرح قضايا اجتماعية بجرأة، تجمع فيها بين الدراما والكوميديا، ما يجعلها واحدة من أبرز الأصوات النسائية في عالم الكتابة التلفزيونية في لبنان والعالم العربي.
مرشيليان، التي غابت عن التمثيل لأسباب خاصة، وجدت في الكتابة فضاءً رحبًا للإبداع والتعبير. من أبرز أعمالها التي تركت بصمة في الدراما اللبنانية والعربية: "أحمد وكريستينا"، "وين كنتي" (بجزئيه)، "الشقيقتان"، "ورد جوري"، "ثورة الفلاحين"، "ما فيي" (بجزئيه)، "راحوا"، "ساعة ونص"، "السيدة الثانية"، و"غلطة عمري"، وغيرها من الأعمال التي شكّلت محطات مهمّة في مسيرة الدراما المحلية.
وفي حوار خاص مع "إيست نيوز"، تحدّثت مرشيليان عن بداياتها، قائلة:
"بدأت رحلتي في عالم التمثيل، ثم انتقلت إلى الكتابة، وكنت أكتب في دليل النهار. الكاتب شكري أنيس فاخوري أثنى على كتاباتي وطلب مني مساعدته في كتابة مسلسل 'الحل بإيدك'، ومن هنا انطلقت، وكان هو أستاذي في تلك المرحلة."
وعن الشخصيات التي أثّرت بها، أوضحت أن لكل شخصية رئيسية وقعها الخاص، إلا أن بعض الأدوار تركت تأثيرًا بالغًا لديها، مثل أداء عمار شلق في "ثواني"، وكارين رزق الله في "أم البنات"، معتبرة أن هناك ممثلين كثر أبدعوا وفاجأوها بأدائهم.
مرشيليان، التي تكتب نهارًا كأي ممارسة يومية عادية، ترى أن الكتابة لا تحتاج دائمًا إلى طقوس استثنائية، وتقول:
"أنا أكتب مسلسلات من الناس وإلى الناس، ولست بشاعرة تحتاج إلى أجواء لكتابة قصيدة."
وفيما يتعلق بتقبّل التعديلات على نصوصها، تبدي مرونة واضحة:
"من الطبيعي أن يُبدِي المخرج أو فريق الإنتاج رأيه في النص. حتى القنوات التلفزيونية باتت تتدخل في نوعية النصوص. بالنسبة لي، هذا ليس أمرًا سيئًا."
وعن غيابها عن المسرح، كشفت:
"لم أكتب عملًا مسرحيًا من قبل، لكن لدي فكرة بدأت العمل عليها. أعتقد أن الوقت قد حان لتنفيذها."
وفي سؤال حول إمكانية كتابة سيرة ذاتية لشخصية مشهورة، أجابت:
"أنا ضد كتابة السير الذاتية في منطقتنا، لأن هناك دائمًا ممنوعات وشروطًا تحدّ من الصدق والحرية. ولكن إذا توفرت شروط حقيقية وصادقة، يمكنني كتابة سيرة السيدة فيروز."
أما عن جديدها، فتعمل مرشيليان حاليًا على الجزء الثاني من مسلسل "ما اختلفنا"، وهو عمل سوري اجتماعي ساخر، من المقرر عرضه في رمضان 2026. كما تستعد لكتابة مسلسل شبابي، ومسرحية، وفيلم سينمائي، إلى جانب تقديم ورش تدريبية (workshops) في كتابة السيناريو التلفزيوني والسينمائي.
وفي ختام اللقاء، تمنت مرشيليان أن يعود الأمن والاستقرار إلى لبنان، مشيرة إلى أن "الوضع العام يؤثر على كل شيء، من كتابة وإنتاج وإخراج، ونأمل أن تنتعش الدراما من جديد."


