في وقتٍ راهنت فيه الحكومة اللبنانية على نجاح مهمة الوفد الأميركي، وعلى التزام إسرائيل بالورقة الأميركية التي وافقت عليها بيروت سريعاً، جاءت النتائج مخيّبة للآمال على كافة المستويات.
فقد كشفت مصادر واسعة الاطلاع لصحيفة "الجمهورية" أن لبنان، الذي أبدى تجاوباً كاملاً مع المبادرة الأميركية، كان ينتظر من الوفد انتزاع التزامات واضحة من إسرائيل بوقف العمليات العدائية، والانسحاب من الأراضي المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين. لكن ما حصل، بحسب المصادر، كان خيبة كبرى أصابت المستويات الرسمية والسياسية بالإحباط والاستياء.
المصادر لفتت إلى أن الأسئلة التي طُرحت على الوفد الأميركي من الجانب اللبناني كانت محورية: لماذا يُطلب من لبنان اتخاذ خطوات إضافية، بينما إسرائيل لم تنفّذ شيئاً من التزاماتها؟ فهي لا تزال مستمرة في عدوانها واحتلالها، وتُبقي على الأسرى اللبنانيين في سجونها، في خرق واضح لأي مندرجات جدّية للتسوية.
أحد المسؤولين اللبنانيين، بحسب ما نقلته المصادر، عبّر بوضوح عن الامتعاض خلال لقائه مع الوفد، قائلاً ما مفاده:
"لبنان قدّم كل شيء، ولم يحصل على شيء... فماذا بعد؟"
وفي المقابل، لم يحمل الوفد الأميركي سوى إصرار متجدد على نقطة واحدة:
نزع سلاح حزب الله، وفق خطة يضعها الجيش اللبناني.
وهو ما اعتبره المسؤولون اللبنانيون استمرارًا للضغط بلا مقابل، وضربًا لمبدأ "الخطوة مقابل الخطوة" الذي كان يفترض أن يشكل أساساً للمفاوضات.