إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل
قاد الصهيونية في السابق أصحاب رؤى صارعوا التاريخ وصاغوا المستقبل من خلال أفكارهم، أما اليوم فقد أصبحت القيادة من نصيب أصحاب دفاتر الشيكات أو المتابعين على إنستغرام، بينما تعطي مؤسساتنا الأولوية للبصريات على الاستراتيجيات .. لو كان بإمكان هرتزل أن يرانا الآن لأدرك الحماقة التي حذر منها.
لقد وصلنا إلى انعكاس مأساوي، فالصهيونية أصبحت الآن منسقة مثل موجز إنستغرام حيث استبدل الشعب اليهودي قادة الفكر بالمؤثرين، والأفكار الصهيونية بالهاشتاغات.
كانت القيادة في الماضي تعني تحمل عبء التاريخ والوقوف برؤية لا تقبل المساومة، أما الآن فالقيادة لا تُمنح من أجل الرؤية بل من أجل الظهور. ببساطة: كم عدد الأصفار في حسابك المصرفي وكم عدد متابعينك، اكتب شيكاً وفجأة ستصبح صاحب سلطة، فالمال والنفوذ وحدهما أصبحا الآن يقرران من يقود الصهيونية .. والنتيجة هي مسرح من الحماقة من الهاشتاغات من حفلات العشاء وصور السيلفي المنسقة.
هذه ليست قيادة حقيقية بل هي صهيونية مجردة من الجوهر ومختزلة في البصريات.
لقد حذرنا هرتزل وأوضح في كتاباته ومذكراته أن الصهيونية يجب أن يقودها المتعلمون والمنضبطون الذين يسترشدون بالهدف وليس الغرور. لقد كان يعلم أن الباحثين عن المجد والانتهازيين سوف يفسدون الحركة من الداخل، ومع ذلك وبعد مرور قرن من الزمان تحقق كابوس هرتزل.