عاجل:

مطار بيروت… فوضى بطعم الانتظار (خاص)

  • ٤٧

خاص - "ايست نيوز"

عصام شلهوب

ليس في الأمر جديد سوى أنّ المشهد يتكرّر: طوابير طويلة تمتد كالأفعى عند أبواب شركات الطيران، وركاب يجرّون أقدامهم المتعبة من نقطة تسجيل إلى أخرى، فيما الطائرات تقف على المدرج تنتظر ركاباً عالقين بين حواجز الأمن العام ودهاليز التفتيش.

إنّه مطار بيروت، الواجهة التي يفترض أن تعكس صورة بلدٍ يستقبل العالم، فإذا بها مرآة لفوضى الداخل وارتجال المسؤولين.

مشهد الفوضى

يدخل المسافر المطار فيجد نفسه أمام ازدحام خانق، كأنّ المدينة كلّها قرّرت السفر في اللحظة ذاتها.

 • شركات الطيران – وعلى رأسها “الميدل إيست” – عاجزة عن تنظيم تدفق الركاب عند مكاتبها.

 • الأمن العام، بخطوطه الطويلة وبواباته المحدودة، يتحوّل إلى عنق زجاجة يحشر الناس كما لو كانوا أسرى وقتهم.

 • أجهزة التفتيش تعمل ببطء، كأنها ترفض الاعتراف بأنّ العالم بات يقيس كل دقيقة من عمره بالثواني.

وفي هذه الدوامة، يُساق المسافر اللبناني إلى تجربة لا تليق ببلد يطمح أن يكون بوابة الشرق.

الحلول الممكنة

ليست الأزمة قدراً، بل نتاج إهمال إداري وغياب الرؤية. الحلول موجودة ومعروفة:

 • بوابات إلكترونية حديثة، تكفي ست منها لتخفيف الضغط عن مئات الركاب.

 • نظام إدارة طوابير ذكي، يوزّع الركاب بحسب الأولوية والفئة، بدل تركهم أسرى العشوائية.

 • توسيع نقاط التفتيش وزيادة عدد الموظفين المدرَّبين خلال مواسم الذروة.

 • اعتماد التسجيل الذاتي والتطبيقات الرقمية لتقليل الاحتكاك المباشر واختصار الوقت.

انتقاد لا بدّ منه

لكن السؤال المرّ: لماذا يتأخر لبنان في تطبيق ما هو بديهي في مطارات الجوار والعالم؟

المسؤولون عندنا يتسابقون إلى إطلاق الوعود في المؤتمرات الصحافية، ثم يتركون الركاب أسرى صفوف متعرّجة لا تنتهي. يفاخرون بترقيع طريق المطار، فيما الخلل الحقيقي يكمن في الداخل: في سوء الإدارة، في غياب الاستثمار الجدي بالبنية التحتية، وفي عقلية تعتبر أنّ الانتظار قدرٌ لا بد أن يتحمّله المواطن.

الخلاصة

إنّ المطار ليس مجرد مبنى للعبور، بل هو بطاقة هوية وطنية، والانطباع الأول الذي يتركه البلد على زواره. حين يتكدّس الركاب في الطوابير، فإن الرسالة أوضح من أي شعار سياحي: هنا بلد يعيش في فوضى، ويصرّ مسؤولوه على إبقاء مواطنيه أسرى لها.!

الحلّ ليس معجزة، بل قرار سياسي شجاع بأن تكون كرامة المسافر أولوية، لا مادةً للخطابات. فمطار بيروت، الذي صمد في وجه الحروب والقصف، لا يجوز أن يهزمه سوء التنظيم وبطء العقول في ابتداع الحلول...


المنشورات ذات الصلة