اعتبر رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعيش حالة من القلق المتزايد بسبب الموقف المصري الرافض للمخططات التوسعية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن مصر تشكّل "العقبة الأولى" في وجه مشروع اليمين المتطرف في إسرائيل.
وفي مقابلة تلفزيونية، قال رشوان إن "حلم اليمين الإسرائيلي المتطرف يتمثل في إقامة ما يُعرف بـ'إسرائيل الكبرى' وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة"، مؤكداً أن مصر تتصدى لهذا المشروع وتشكل خط الدفاع الأول ضده.
وأضاف: "نتنياهو يعتبر أن مصر جزء مما يسميه بـ'الحروب السبعة'، وهو يتوجّس من دورها الاستراتيجي، خصوصاً أن إسرائيل لا ترى في المنطقة جيشاً نظامياً قادراً على مواجهتها سوى الجيش المصري"، مضيفاً أن "مصر لا تحب الحرب، لكنها جاهزة لها".
رشوان لفت إلى أهمية الجغرافيا في ميزان القوى، قائلاً:
"المسافة بين العريش وتل أبيب لا تتجاوز 100 كيلومتر، والحدود المصرية الإسرائيلية تمتد على طول 240 كيلومتراً، بينما لا تفصل مصر عن إيلات سوى 200 متر"، مشيراً إلى أن "فلسطين التاريخية لا تتعدى مساحتها 27 ألف كيلومتر مربع، بينما تبلغ مساحة سيناء وحدها 66 ألفاً، وعمق إسرائيل لا يتعدى عشرات الكيلومترات مقارنة بـ1200 كيلومتر لعمق مصر".
وأضاف أن "قدرة الشعوب على تحمّل الخسائر هي العامل الحاسم في أي قرار حرب"، مشدداً على أن اليمين الإسرائيلي يعاني من "هذيان توراتي" ويستند إلى تصورات دينية خلاصية، ما يجعله متهوراً في اتخاذ القرارات.
في السياق، استعاد رشوان تجربة حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، قائلاً إنها كانت "نزهة مقارنة بالتقنيات والأسلحة المتطورة اليوم"، مذكّراً بأن إسرائيل "عجزت عن السيطرة على قطاع غزة رغم صغر مساحته، واضطرّت لحشد 5 فرق لدخول مدينة غزة الصغيرة"، وتساءل: "إذا كانت إسرائيل غير قادرة على السيطرة على مدينة مساحتها 55 كيلومتراً مربعاً، فكيف يمكنها أن تواجه جيوشاً نظامية في المنطقة؟"