عاجل:

هآرتس: إسرائيل تستعد لاحتلال غزة... لكنها قد تكتشف أن غزة هي من احتلتها!

  • ١٢

قالت صحيفة هآرتس العبرية، في مقال رأي للمحلل الإسرائيلي زفي بارئيل، إن إسرائيل تستعد لاحتلال قطاع غزة، لكنها قد تكتشف أن غزة هي التي احتلتها.

وأشار بارئيل إلى أنّ "الاستعدادات المكثفة لاحتلال القطاع لا تحجب الغموض الكبير بشأن حجم المسؤولية المدنية التي سيتحملها الجيش الإسرائيلي"، محذّرًا من أنّ "غياب البنى التحتية والسلطة المحلية قد يحول غزة إلى مستنقع أكثر دموية وإيلامًا من الضفة الغربية".

وأوضح أنّ الخلاف بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس الحكومة حول احتلال مدينة غزة ثم التوسع إلى كامل القطاع يتمحور حول الكلفة والفائدة: هل سيؤدي الاحتلال إلى تحرير الأسرى وتقويض حكم حماس؟ وما الثمن البشري الذي سيدفعه الجنود؟ لكنه لفت إلى أنّ هذه الخلافات تفقد معناها أمام التحضيرات الميدانية وحشد قوات الاحتياط، ما يجعل فرض إدارة عسكرية على غزة أمرًا شبه محسوم، إلا إذا تدخلت الإدارة الأميركية في اللحظة الأخيرة.

ووفق الكاتب، فإن الجيش الإسرائيلي سيتحول عمليًا إلى سلطة مدنية حاكمة في غزة، وهو ما ينطوي على أعباء اقتصادية وسياسية وقانونية ضخمة.

فقدّر محافظون سابقون لبنك إسرائيل التكلفة المباشرة لإدارة القطاع بنحو 30 مليار شيكل سنويًا لتأمين الخدمات الأساسية مثل الصحة والمياه والكهرباء، إلى جانب 20 مليار شيكل لصيانة الجيش، من دون احتساب التكاليف الطارئة أو العقوبات الاقتصادية المحتملة.

وأضاف أنّه لا توجد خطط واضحة لتأهيل شبكات المياه والكهرباء أو لتوزيع الوقود والغذاء، وسط احتمال بقاء نصف مليون مدني في مناطق قتال نشطة، ما قد يرفع أعداد الضحايا إلى مستويات غير مسبوقة.

كما أنّ الاحتلال سيفرض على إسرائيل التزامات قانونية تجاه أكثر من مليون ونصف فلسطيني، في وقت تؤكد التجربة في الضفة الغربية الفجوة بين النصوص القانونية والواقع الميداني.

أما المخاطر السياسية والأمنية، فاعتبر بارئيل أنّها قد تكون أعقد من أي وقت مضى، حيث سيضطر الجيش للعمل وسط تجمعات مكتظة قد تضم مقاتلين، فيما الانتهاكات المحتملة قد تجر عواقب عملية أكبر من الضفة الغربية، في ظل المقاطعات الدولية المتصاعدة، ومنها حظر الأسلحة الجزئي الذي فرضته ألمانيا مؤخرًا.

ولفت إلى أنّ دولًا عربية مثل الإمارات ومصر والأردن حذرت من مغبة الاحتلال، في حين أبدت أبوظبي فقط استعدادًا للمشاركة في قوة متعددة الجنسيات لإدارة غزة، بشرط أن تكون تحت رعاية سلطة فلسطينية "موثوقة".

وختم بارئيل مقاله بالقول إن الهدف المعلن بإسقاط حماس يظل موضع شك، معتبرًا أنّ التجارب التاريخية – من الاحتلال الإسرائيلي للبنان والضفة، إلى الاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان – تؤكد أنّ الاحتلال المباشر لا ينهي المقاومة بل يغذيها.

وأضاف، "السؤال الحاسم هو كم من السنوات ستتحمل إسرائيل إدارة غزة، قبل أن تدرك أن غزة هي التي ضمت إسرائيل إليها؟".


المنشورات ذات الصلة