عاجل:

منذ 8 تشرين الأول 2023: "توقفت الحياة هناك" سكان "القرى المسيحية على خط النار"...شهود على الحرب الإسرائيلية المتكررة. (خاص)

  • ٧١

خاص - "إيست نيوز"

ابتسام شديد

" مر قطوع" جلسة مجلس الوزراء بتسوية سياسية اقترب عنوانها من ان يكون "لا غالب ولا مغلوب"، فالجيش نفذ القرار السياسي "أعد" خطة "حصر السلاح" وعرضها على مجلس الوزراء مجتمعا من دون ان يتراجع، ومضى في مساره الذي رسمه على الرغم من التحفظات. وجاءت ردة فعل "الثنائي الشيعي" متمايزة، فبعدما "رحب" رئيس مجلس النواب رئيس حركة "أمل" نبيه بري بما جرى، قال وزير الحزب محمد حيدر ان وزراء الحزب سيدرسون الخطة عند تسلمها. وهكذا انتهى الأمر مرحليا بما يمكن تسميته "ربط نزاع سياسي" ضمن إطار ايجابي أبعد التوتر عن الساحة الداخلية لينتقل الاهتمام الى ردود الفعل الدولية ورصدها مع تجدد المخاوف من تصعيد اسرائيلي لتفجير الوضع جنوبا .

 على المقلب الجنوبي حيث كل أشكال الخروقات، كانت المناطق الحدودية عشية الجلسة على موعد مع جولة عنف جديدة أحيت الهواجس من تجدد الحرب تزامنا مع التهديد الإسرائيلي بالحرب ما لم تطبق خطة تسليم السلاح الى الجيش، فهل يؤدي التوافق اللبناني الى تبريد الجبهة الجنوبية او تذهب الأمور الى تفجير واسع هناك؟

 تؤكد مصادر سياسية جنوبية لموقع "إيست نيوز" ان الجنوب ما يزال على صفيح ساخن ولا شيء تبدل في الاشهر الاخيرة مع استمرار الطلعات الجوية الاسرائيلية والغارات التي واكبتها عمليات قضم نقاط ومواقع لبنانية جديدة. وهو ما عبرت عنه مصادر سياسية واهلية تحدثن عن هواجس كبيرة في القرى المسيحية لأن الاعتداءات الإسرائيلية التي شملت منطقة جنوب الليطاني لم تستثني أيا من القرى من مختلف الطوائف اللبنانية وهي تستبيح اي مكان بمسيراتها وطائراتها .

وتختصر المصادر عينها، الوضع في البلدات المسيحية بانه مقلق دائما، ففي كل الحروب وجد سكان القرى الحدودية المسيحية أنفسهم عالقين بين ناري "حزب الله" وإسرائيل، ومع ذلك يرفض سكانها ترك منازلهم وارضهم. فأهل رميش، عين ابل، دبل، القليعة والقوزح ومحيطها الموجودة على الحدود وجدت نفسها على خط النار وهم يختصرون معاناة الجنوبيين. فرميش تبعد ثلاثة كيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلة، مما يجعلها في الوسط عندما يتأزم الوضع. في حرب ايلول نالت رميش حصة وازنة من الطلعات الجوية وحصار المسيرات خصوصا انها استضافت أهل عين ابل ودبل وعائلات من القرى الشيعية التي استهدفت بقوة .

وللدلالة على عمق المعاناة ومظاهرها وكوابيسها، يتحدث كاهن "ابل السقي" الاب غريغوريوس سلوم لـ "إيست نيوز" ليعطي صورة عن معاناة المواطن الجنوبي مع الاحتلال، حيث لا تفرقة بين مسيحي ومسلم، فالأب سلوم تعرض لإصابة خطيرة كما جرحت بناته الثلاث في منزله في غارة استهدفت نازحين جنوبيين من الطائفة الشيعية في المنزل الملاصق لمنزله، وهذا يعني ان فاتورة الدم واحدة مع عدو لا يرحم ولا يميز بين مدني وعسكري او رجل دين.

 يؤكد المطلعون على وضع القرى المسيحية ان الأمور صعبة فسكان البلدات المسيحية يرون انفسهم في كل مرة عالقون وسط كل حرب الى ان تحولوا "شهودا دائمين" على الحرب المتكررة كما حصل في حربي تموز 2006 وايلول 2024. ولذلك توقفت الحياة في بلداتهم منذ تشرين الاول 2023 لكن سكان القرى المسيحية يرفضون تركها.

في كل الحروب تدفع ""رميش عين ابل والقوزح" فاتورة موقعها الجغرافي على الحدود، لكن ما هو ثابت ان اهلها صامدون، يرفضون مغادرتها على الرغم من أنها غائبة عن وجدان الدولة، ولكنها حظيت باهتمام الكنيسة، فالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي زار قراهم بعد تجميد العمليات العسكرية من اجل دعم صمود اهالي البلدات الحدودية والوقوف على همومهم وتطلعاتهم من منطلق ان صمود الجنوب هو صمود لبنان كلّه.

ولذلك فان مصادر مسيحية تؤكد ان البطريرك الراعي كون في زيارته ومواقفه انطباعات مقلقة حول الظروف الأمنية، والقى الضوء على حجم الحرمان اللاحق بهم وفقدان "الانماء المتوازن" المزمن، محذرا من مخاطر نزوح وهجرة سكان المناطق الحدودية وخصوصا الشباب منهم الذين يشكّلون عماد الحياة في هذه القرى. وقد شاهد الراعي بأمّ العين كيف يمكن للإهمال، إذا استمر، أن يتحوّل إلى تهديد وجودي، يدفع الناس إلى مغادرة أرضهم، وهو ما اعتبره الراعي خطًا أحمر لا يمكن القبول به.


المنشورات ذات الصلة