عاجل:

لئلا تبقى "المقاومة" اسيرة المذهبية والشراكة مع النظام الطائفي ... لبنان بين صراعات الداخل و"الوصاية الأميركية" (آراء حرة)

  • ٣٦

آراء حرة – "ايست نيوز"

د. زهير برو

خرجت الحكومة اللبنانية بمجموعة ارانب تفرفر في كل الاتجاهات. نجح النظام الطائفي في الالتواء كالأفعى والاختفاء في جحره. لكن هناك يتامى لبنانيون ينتظرون في الطنبر الاميركي من الاسرائيلي دخول الجحر وقطع الفرع الشيعي وقد تناسوا انهم سيكونون الجزء الاسهل من الوليمة بينما خبرات المقاومة اللبنانية تجعلها صعبة القتل والهضم والتاريخ الحديث يؤكد ذلك.

ألان نترك للإسرائيلي والوصي الأميركي الذهاب الى السيناريو الممكن بعد تأكده من وجود ارادة مواجهة من بيئة المقاومة.

- اما ينفجر السيد ووحشه الفالت غضبًا ويدكون مجددا قرى الجنوب والبقاع، المدمرة، لعدة أيام ودفع المقاومة للردّ لتوسيع مساحات التدمير.

- او ينتقلون مباشرة الى حرب الترهيب اليومي قتلا وقصفًا لمنع عودة الجنوب الى وضعه الطبيعي من دون توسيع المساحات.

- في كل الأحوال سيزداد الضغط والحصار على انواعه على الحكم والجيش والبلاد لكي لا ترتاح المقاومة.

- يبدو في المقابل ان التحولات ابتدأت تظهر، بعد المراجعة التي اجرتها المقاومة، والتي يمكن تلخيصها على الشكل التالي: عودة المقاومة الى مبدأ الدفاع البدائي الذي اطلقته منذ تأسيسها، متراجعة عن مقولة تحرير القدس كما تخلت عن معادلة الردع. في نفس الوقت اتجهت نحو الالتصاق اكثر فأكثر بالنظام الطائفي وبالبيئة المؤيدة ومحاولة استنهاضها، كما بالوضع الاقليمي والدور الايراني.

تسمح خبرات المقاومة الطويله وعلاقاتها، بتنظيم أوضاعها بما يتلاءم مع المرحلة وهي قادرة على الصمود لسنوات وتطوير أساليبها. لكنها تبقى اسيرة المذهبية والشراكة مع النظام الطائفي وهي تستمر في الاعتقاد، واهمة، انهما الدرع الحامي لها وهي ابعد ما تكون عن رؤية الخطر الذي يشكله الوضع الداخلي.

في الخلاصة اني اعتقد بصدق ان عمى المقاومة عن الرؤية الشاملة للواقع الداخلي يشكل نقطة ضعفها الاساسية التي ستطيح بما تبقى لها من قوى ذاتية ودعم بيئتها لها وهذا هو الخطر الذي يهددها، وهو يفوق الخطر الاسرائيلي.

- من يتابع حركة المقاومة يرى ان اهتمامها بحاجات وحقوق الناس وهمومهم هو رد فعل محض اعلامي ولا يرقى الى مستوى البرنامج والرؤى. بوصلة اي برنامج هي الموقف من النظام الطائفي وتطبيق الدستور من حيث بناء الدولة خارج القيد الطائفي الذي اشرف الرئيسين بري والحريري الاب على الانقلاب عليه، يومها كانت المارونية السياسية في اضعف حالاتها وكان الاصلاح ممكنا.

نعم نحن نعرف نوايا الاستعمار الغربي وإسرائيل لكن ما لا نراه هو ارادة الجمع بين المكونات اللبنانية وتوحيد رؤيتنا حول مصلحة البلاد. من يعتقد ان احزاب الطوائف، بكافة مكوناتها، قادرة على انجاز هذا المشروع هو واهم وهي اذكى من ان تحفر قبرها بيدها. كنا نعتقد ان هناك بين هذه القوى بعض من هو مستعد للذهاب في هذا الطريق بعد توقف الحرب الأهلية، لكن واقع الصراع الاهلي المستمر اسقط هذا الاحتمال. لا مقاومة في الداخل بل مقاومات في الخارج تسعى، وتضحي تنجز وتسقط، لأنها لم ترد ان تحمل مشعلا في الداخل ينير الطريق.

السؤال الجديد الذي يجب ان يتقدم الان: هل تستطيع بعض النخب السياسية والاقتصادية من الجماعات اللبنانية المختلفة ان تفرز مساحة مشتركة تسعى للمشاركة في بناء مقاومة جديدة ولتطبيق الدستور وبناء لبنان جديد؟

المنشورات ذات الصلة